بين الرفع والإيقاف
لا شك أن القرار الذي صدر بطرد لاعب الهلال عبد العزيز الدوسري في مباراة النصر على خلفية المسرحية الهزلية (جلال جيت) يعتبر قرارا ظالما وأن رفعه هو عين العدل والحكمة، وأنه إجراء لا بد من اتخاذه ولكن بطرق نظامية وبعيدا عن القرارات الفردية التي تثير الشبهات وتزيد الاحتقان، وحتى لا يتحول القرار من كونه منصفا إلى أداة تشويه بأيدي (عبث) تجيد قلب الحقائق وتشويه الساحة وبأدوات غاية في السذاجة، ومع ذلك تجد من يتفاعل معها ويؤججها حتى تتحول في نظرهم إلى تجاوز في النظام، وربما يأتي اليوم الذي يقال فيه إن الهلال حصل على استثناء لم يحدث في التاريخ حين ألغي قرار حكم من أجل سواد عينيه وذلك بعد أن تنسى التفاصيل ويركز على القشور مقابل إهمال واضح للب الموضوع وزبدته.. والمنطق يقول إن القرار يجب أن يتبع الخطوات الرسمية النظامية حيث يرفع الفريق المتظلم - الهلال - استئنافا ضد القرار للجنة الاستئناف وهي بدورها تعقد اجتماعا وتفتح تحقيقا وتدرس الأمر من جميع جوانبه بعد أن تستمع لجميع الأطراف وهم هنا - اللاعب والحكم ومساعديه - وبعد ذلك يصدر القرار، بدلا من أن يكون اختيار الحالة ارتجاليا نظرا لوضوحها وسهولة التعامل معها، وأبسط مشجع بإمكانه أن يستنتج أن البطاقة الحمراء لا بد أن تلغى كونها جاءت بطريقة الغش والخديعة وفي أمر لا يقبل أن يحتمل وجهة نظر والتي أخذت عذرا لكل من عرف سطحية تفكيره وغباء منهجه وطرحه وسيضمن اتباع المنهجية الواضحة من قبل لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم انتفاء الانتقائية ودحر (البلبلة) بل ويقطع الطريق أمام هواة الاصطياد في المياه سواء كانت عكرة أو صافية والأخيرة ستتحول لمستنقع ضحل وملوث بمجرد اقترابهم منه بل وإلى (آسن) رغم أن أحدهم استخدم هذه المفردة وهو لا يعرف معناها وشتم نفسه دون أن يشعر، ولا أعلم هل سيشعر بعد هذه الهاء أم لا!
هاء رابعة
لقد سئل (كونفشيوس) من أحد تلامذته هذا السؤال:
كيف أؤدي واجبي تجاه الأموات؟
أجابه كونفشيوس: عندما تتعلم كيف تؤديه تجاه الأحياء.