السوبر ودعم السياحة
تتجه الأنظار مساء اليوم (عند الساعة التاسعة والنصف) إلى ملعب (كرافين كوتاج بنادي فولهام) بلندن لمتابعة مباراة كأس السوبر السعودي بين الهلال والأهلي..
نتمنى أن تخرج هذه المباراة بمستوى مشرف يليق بمكانة هذين الفريقين الكبيرين وبسمعة الكرة السعودية بشكل عام..
وأيضا نتمنى أن يظهر فيها التنافس في أعلى صوره وأشكاله مما تنعكس آثارها الإيجابية على انطلاقة الموسم الرياضي..
وتكون المنافسة قوية والإثارة عالية في دورينا للمحترفين من بدايته. تجربة إقامة السوبر السعودي في لندن للمرة الثانية.. لابد أن يتم تقييمها بالشكل الصحيح..
فلعب هذه المباراة الهامة خارج أرض الوطن بعيدا عن الجمهور السعودي لا بد أن يكون فيها مكاسب كبيرة تعوض حرمان جماهيرنا من حضورها ومتابعتها عن قرب في ملاعبنا المحلية. فإذا كانت هذه المباراة ستدر 15 ) مليون ريال بحسب ما أعلن ) اتحاد الكرة ..
فعلينا ألا ننسى أن جزءا (كبيرا) منه سيذهب لتغطية المصاريف، والسؤال هنا ..
كم المبلغ المتبقي الذي سيتم توزيعه بين خزينة اتحاد القدم والناديين؟ وهل سيكون أكبر بكثير لو أقيمت هذه المباراة محليا؟ أعتقد أن الفرق لن يكون كبيرا..
ولا يسوى ابتعاد جمهورنا عن حضور مباريات بطولاتنا المحلية. فزيادة ( 500 ) ألف أو مليون ريال لا تسوى الآثار المترتبة على ابتعاد الجمهور عن متابعة بطولاتنا المحلية مع انطلاقة الموسم الجديد..
أعتقد أن جذب الجمهور من بداية الموسم وتحفيزه لحضور المباريات طوال العام ..
سيدر مبالغ مالية كبيرة تعوض هذا الدخل (المحدود) العائد من مباراة السوبر. كما أنه لو أقيمت مباراة كأس السوبر في إحدى مدن وطننا الغالي..
فإننا في الواقع دعمنا السياحة المحلية .. مثل ما حققته دورة صداقة أبها الدولية قبل سنوات ودورة تبوك الدولية قبل أيام..
في مجال تنشيط السياحة الداخلية في منطقتي أبها وتبوك .. والكل يعرف بأن السياحة تعد مصدرا هاما من مصادر الدخل الوطني لدى كثير من الدول ..
بل إنها تحتل رأس القائمة في موارد الدخل الرئيسية عند بعض البلدان، حيث إن السياحة تنافس في حجم إيراداتها ما يتحقق من عوائد بعض المداخيل الأخرى ..
كمداخيل المشاريع الزراعية والصناعية وغيرها. وطالما أن هذه التجربة هي الثانية..
فإنني أتساءل.. ماذا حققت تجربة الهلال والنصر في العالم الماضي؟ ..
هل جاءت بجديد في مجال الرعاية والتسويق؟... أو أنها ساهمت في احتراف أحد لاعبينا خارجيا؟ ..باختصار.. الذي تحقق هو أنها أقيمت في أجواء لندن فقط. وطالما أن التجربة الأولى لم تأت بجديد ..
وهناك اتجاه لإقامتها خارجيا .. فمن المفروض أنها أقيمت في بلد آخر غير إنجلترا ... كفرنسا أو إيطاليا أو أي بلد خليجي أو عربي .. يمكن يظهر لنا تغيير مكان الإقامة مكاسب جديدة.. والله من وراء القصد.