أخطاؤهم تثير الجدل
اللاعب، والحكم، والمدرب .. هم الأطراف التي تؤثر أخطاؤهم بشكل مباشر في نتيجة المباراة .. والأمر المستغرب أن أخطاء الحكم هي أول ما يوضع تحت مجهر النقد ويتم التركيز عليها بشكل أكبر ولن أبالغ إذا قلت بأنها غير مقبولة على الاطلاق وكأن الحكم منزه من الأخطاء.
ـ المؤسف أن أخطاء هذا الحكم المسكين دائما ما تثار حولها العديد من الشكوك ويوجه لها سيل من الاتهامات التي لا توجه للاعب أو المدرب عندما يرتكبون الأخطاء ... فمثلا لم نسمع أحد في يوم من الأيام قال عن لاعب أهدر ركلة جزاء أو أضاع فرصة محققة بأنه متخاذل.. أو تعمد ذلك لأنه لم يستلم رواتبه أو أي سبب آخر .. ولم نسمع أحد قال عن مدرب إنه تعمد خسارة فريقه بسبب خطة اللعب الضعيفة أو وتبديلاته الخاطئة لأنه لم يستلم مستحقاته.
ـ فإذا كان الجميع دائما ينظرون للاعب والمدرب بنظرة بعيدة عن الظنون والشكوك ...ويحسنون النوايا حول أخطائهم ... فلماذا تثار الشكوك وتوجه التهم خلف أخطاء الحكم؟ فالحكم ليس منزهاً من الأخطاء مثله مثل اللاعب والمدرب لهم أخطاء ... المهم هنا هو أن أخطاء هذا الثلاثي مهما قيل عنها... إلا أنها تبقى أخطاء بشرية وإذا حدثت فهي عفوية وغير مقصودة... وهذا الجانب المهم الذي يجب أن يعرفه ويفهمه كل من يلوم الحكام بعد كل مباراة ويرمي بإخفاقات فريقه على التحكيم.
ـ فحكام كرة القدم بشر وعليهم ضغوط كبيرة ... بحكم مسؤوليتهم في تنفيذ قوانين اللعبة والسيطرة على أحداث المباراة وحماية اللاعبين في الملعب... واتخاذ القرارات الصحيحة طوال الـ 90 دقيقة .. وأخطاؤهم تسبب الجدل الحاد وإثارة الجمهور والعديد من المشاكل الأخرى.
ـ فأتمنى من الجميع أن يحسن الظن بالحكام ولا يتعاطى مع أخطائهم بنوع من الشكوك وسوء النوايا وعدم تفسيرها خارج حدود الأخطاء البشرية العفوية ...فمباريات كرة القدم قبل كل شيء تحكمها قيم وأخلاق ولها مبادئ شريفة ونبيلة.
ـ عموماً .. الحساسية الزائدة من الأخطاء التحكيمية يجب أن تتغير.. ليتم التعامل مع أخطاء الحكم كخطأ اللاعب والمدرب والاداري .. ونعتبر أخطاءهم جزءا من اللعبة... على أن يكون هناك عمل واضح لتصحيح أخطاء الحكام ومحاسبة صارمة لمن تتكرر منه أخطاء فادحة.
ـ حكامنا عليهم أن يدركوا أهمية النتائج وصعوبة قبول الأخطاء المؤثرة في المباريات القادمة في كافة مسابقاتنا المحلية بشكل عام ومسابقة دوري جميل على وجه الخصوص التي ستشهد حسم بطولة الدوري وتحديد مراكز المقدمة والمؤخرة والأندية الهابطة للدرجة الأولى.
ـ ختاماً .. أتمنى من حكامنا أن يعملوا بكل ما في وسعهم لتحقيق النجاح في المباريات القادمة وبالتالي ينجح موسمنا الكروي الحالي.
والله من وراء القصد.