2012-07-09 | 06:54 مقالات

رزنامة العرب

مشاركة الخبر      

ـ على الرغم من وجود بعض الانتقادات الحادة التي وجهت للبطولة العربية.. إلا أنها حققت الكثير من الأهداف المرجوة من إقامتها.. فيكفي إنها جمعت نخبة من الشباب العربي في بلد واحد وساهمت في أحياء الروابط والعلاقات الأخوية بين أبناء الوطن العربي وحققت عن قرب تعرف الجمهور العربي على منتخبات ولاعبي بلدانهم العربية.. إضافة إلى أنها كانت فرصة فنية للاحتكاك ومعالجة الأخطاء واكتساب مزيداً من الخبرة.. فشكراً للاتحاد العربي وشكراً للجانه العاملة على الجهود المبذولة لعودة البطولات والعربية وإقامة هذه البطولة، رغم قلة الموارد المالية والتحديات والصعوبات التي يواجهها الاتحاد العربي، بالإضافة إلى الأوضاع السياسية الراهنة في الوطن العربي بشكل عام.. تعتبر خطوة عظيمة تحسب للأمير نواف بن فيصل هذا الرجل الذي يبذل جهداً خارقاً في سبيل خدمة الشباب والرياضة في الوطن العربي. ـ حقيقة الملاحظة الجوهرية على هذه البطولة هو توقيتها.. فموعدها غير مناسب على الإطلاق خاصة أنها جاءت في وسط إجازة نهاية الموسم.. فهذا التوقيت لا يخدمها.. بل إنه السبب الذي قلل من نجاحها.. ولعل اعتذار بعض المنتخبات العربية وعدم مشاركة المنتخبات بلاعبيها الأساسين أقوى دليل.. ولو تساءلنا عن السبب في اختيار هذا الموعد غير الجيد نجد أنه مرتبط بعدم الاعتماد على رزنامة مدروسة للبطولات في الاتحاد العربي. ـ لذلك فإن من الأشياء الضرورية التي يجب أن يأخذها الاتحاد العربي لكرة القدم بعين الاعتبار في سبيل نجاح بطولاته المقبلة.. هو وضع روزنامة مناسبة لجميع بطولاته (بطولات الكبار والشباب والناشئين) حتى تكيف الاتحادات الأهلية برامجها وتضع بطولاتها بما يتناسب مع برامج البطولات العربية.. مع ضرورة التنسيق ما بين بطولات الاتحاد الإفريقي والآسيوي والاتحاد الدولي وموعد إقامة البطولات العربية بما يتناسب مع جميع المشاركات المحلية والقارية والدولية.. حتى لا يكون هناك تداخل أو تعارض يقلل من رغبة المشاركة في البطولات العربية. ـ عموماً.. الاتحاد العربي محتاج للدعم؛ سواء من الإعلام العربي أو الاتحادات الأهلية (نفسها) في البلدان العربية.. فمثلاً البطولات العربية بأمس الحاجة لدعم الإعلام العربي.. حتى تكون محل اهتمام ومحط أنظار الجمهور العربي في كافة الأقطار العربية.. لاسيما وأن الجمهور يعد أحد العوامل الرئيسية في نجاح أيّ بطولة رياضية.. كما أن نظرة منتخباتنا للبطولات العربية يجب أن تتغير.. فمهما ذهبت هذه المنتخبات.. فإن البطولات العربية تمثل دعماً فنياً كبيراً لها.. وذلك من خلال توفير مباريات قوية في منافسة حقيقة.. بدلاً من خوضها مباريات ودية تكلفها الكثير من المال ومكاسبها الفنية قليلة. ـ ولا ننسى أيضاً مكاسب البطولات العربية ودورها في بناء وصقل المنتخبات والقيادات الفنية والإدارية العربية فهي بمثابة حقل تجارب ميدانية لكل من المنتخبات واللاعبين والمدربين والحكام والإداريين والإعلاميين.... إلخ.. فقد ساهمت هذه البطولة في وصول بعض المنتخبات إلى للمحافل القارية والدولية وأيضاً وصول بعض الحكام والإداريين العرب إلى مناصب في لجان قارية ودولية.. لذلك أتمنى من الاتحادات الأهلية في البدان العربية التعاون التام مع اللجان التنظيمية بالاتحاد العربي حتى تنجح بطولاتنا العربية ويتحقق التطور والتفوق لكرة القدم العربية.. والأمر الذي يجب أن ندركه كعرب.. أننا لن نتطور إلا من خلال بطولاتنا العربية، فعلينا المسارعة نحو تطويرها والاهتمام بالمشاركة فيها حتى نصل للبروز والتفوق في المحافل القارية والدولية بسرعة.. فالتجارب السابقة خير شاهد على ذلك.. فهناك بلدان عربية انعزلت عن البطولات العربية وطبقت أساليب متطورة وصرفت أموالاً باهظة ومع ذلك مكانك راوح.