الأخضر وكأس العرب
يعود المنتخب السعودي الأول لكرة القدم للمشاركات .. وذلك من خلال مشاركته في بطولة كأس العرب والتي يتشرف بلدنا (العزيز) باستضافتها في محافظتي جدة والطائف خلال الفترة من 22 ـ6 إلى 5ـ7 ـ 2012م. ـ قبل الدخول في معترك هذه البطولة ..أتمنى أن تكون إدارة المنتخب قد استفادت من الأخطاء التي مر بها الأخضر في مشاركاته الأخيرة.. فالأعذار السابقة التي ذكرت بعد فشله فيها كتأخر وصول المدرب وغيرها من الأعذار.. لن تكون مقبولة .. خاصة وأن إدارة المنتخبات (الآن) أخذت الفترة الكافية لتأسيس وتنظيم عملها .. فالكل يترقب عملها وينتظر مشاهدة النتائج الجيدة لمنتخبنا على أرض الواقع... وهذا ما نتمنى تحقيقه في القريب العاجل. ـ إدارة المنتخب مطلوب منها تحديد الهدف الرئيسي من المشاركة في هذه البطولة .. فهل هو تحقيق الكأس؟ أم أن الهدف هو إعداد منتخب جديد يشرفنا في الاستحقاقات المقبلة كبطولة الخليج المقبلة ثم كأس آسيا 2015 م... فتحديد الهدف بوضوح أمر في غاية الأهمية حيث إن في ضوئه يتم اختيار اللاعبين الذين سيشاركون في هذه البطولة ويبنى عليه أمور أخرى. ـ لو كانت هناك خطة بناء طويلة رسمت (مسبقاً) من قبل إدارة المنتخبات فكان لمشاركة الأخضر في هذه البطولة أكثر من هدف ... كتحقيق لقب البطولة وإعداد منتخب جديد ... ويمكن تحقيق ذلك من خلال تكوين منتخب به مزيج من الوجوه الشابة وبعض عناصر الخبرة .. فطموحتنا كبيرة وبعيدة في نفس الوقت... فإحراز الكأس يبقى مطلباً هاماً بما أننا المستضيفين وأصحاب الأرض .. وأيضا الفوائد الفنية المتوخاة من المشاركة في صنع منتخب جديد أيضا هدف آخر يحقق أغراضاً أخرى .. من أبرزها عودة الأخضر للتفوق في البطولات القارية والدولية المقبلة كالمنافسة على لقب كأس آسيا 2015 والوصول لنهائيات كأس العالم 2018 بروسيا. ـ أعتقد أن التشكيلة التي أعلنها ريكارد (قبل أمس السبت) لا تتماشى مع الأهداف السابقة... فهي (أولا) خلت من لاعبي الخبرة الكبار (والذي لو تواجدوا سيمكن تحقيق لقب هذه البطولة بنسبة عالية) كوليد عبدالله وحسن معاذ وسعود كريري وناصر الشمراني وأحمد عطيف وأسامة هوساوي وأحمد الفريدي والشلهوب وسالم الدوسري وأسامة المولد وتيسير الجاسم ...الخ من النجوم المعروفين.. (وثانيا) من العديد من الأسماء الشابة التي شرفتنا في مونديال الشباب (الأخير) تحت 20 سنة بكولومبيا والذين يعتبرون في الواقع النواة القادمة لمستقبل الكرة السعودية. ـ والأمر الغريب أن ريكادر أعلن بأنه لن يدرب المنتخب في كأس العرب وسيسند المهمة لمساعده (ألبرت روكا) وسيكتفي ريكارد بمتابعة مشاركة الأخضر في هذه البطولة .. فما الذي سنجنيه من الخطوة يا إدارة المنتخبات؟ ألم يكن عذر الإخفاق السابق للأخضر هو تأخر التعاقد من المدرب؟ فعندما حضر هل من المعقول منحه راحة من تولى المهمة؟ فهذا الأمر لا أجد له ما يبرره مهما قيل ... حتى وإن كان المنتخب المشارك هو المنتخب الرديف... أتمنى أن لا يتكرر سيناريوا برنامج المنتخب في خليجي (20) فكانت المشاركة في هذه الدورة بلاعبين معظمهم من غير الأساسيين فخسرنا الكأس فيها ووصلنا لأمم آسيا ومنتخبنا الأساسي في أسوأ حالاته الفنية (تجانس ضعيف وانسجام مفقود). ـ والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ..هل قائمة الأسماء المبدئية التي أعلن عنها هذا الهولندي والتي ضمت (30 لاعباً) هي قائمة المنتخب الأول أم المنتخب الرديف أم أنها القاعدة التي ستكون نواة للأخضر في دورة الخليج وكأس آسيا 2015؟ أم أن هذه الأسماء لبطولة كأس العرب؟ وهناك غيرهم لبطولة الخليج والكأس الآسيوية. ـ إن وضع خطة طويلة لبناء الأخضر أهدافها محددة تبدأ بالمشاركة في كأس العرب المقبلة .. هي الوسيلة المثلى للظهور بمستوى مشرف في البطولات المقبلة وضمان المنافسة وتحقيق الإنجازات في(دورة الخليج وكأس آسيا 2015) هذا من جهة.. ومن جهة أخرى حتى لا يتكرر الإخفاق الذي حدث لنا في أمم آسيا في قطر(2011) والخروج المبكر في مشوار التأهل للبرازيل (2014). ـ حقيقة ... لو نظرنا إلى المشاكل التي عانى منها منتخبنا الوطني الأول في السنوات الأخيرة ... نجد أن مشكلة البناء والإعداد من أبرزها ... وعودوا إلى مشاركاته الأخيرة فهو قد عجز عن تحقيق لقب خليجي 20 والتي أقيمت باليمن الشقيق بسبب سوء التحضير.. ثم خرج من الدور الأول في كأس آسيا الأخيرة أيضا بسبب سوء الإعداد ثم كذلك عجز عن الوصول للتصفيات (النهائية) الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2014 لنفس الأسباب. ـ أيضا اعتماد منتخبنا على البناء الطويل يكاد يكون شبه معدوم .. بدليل أنه لم يصعد (بشكل جماعي) كمنتخب من الناشئين ثم الشباب ثم الأولمبي إلى الأول.. وكذلك بعض لاعبيه بناؤهم ضعيف بسبب أنهم لم يسبق وأن مثلوا المنتخبات السنية .. وأيضا عدم ثبات تشكيلة المنتخب فياما شاهدناها تختلف من بطولة إلى أخرى (اختلافا كبيرا).. ولن أبالغ إذا قلت إنها كانت تختلف من مباراة إلى أخرى في نفس البطولة بنسبة تصل أحيانا إلى 40%.. وكذلك عدم الاستقرار التدريبي .. فالتغييرات المتعددة في الأجهزة الفنية تكاد تكون من بطولة إلى أخرى.. وهذه الأمور في الواقع هي من أهم الأسباب خلف ضعف انسجام صفوف منتخبنا وتجانس لاعبيه والسبب الرئيسي في تدهور نتائجه.