2012-04-23 | 09:27 مقالات

سر تطورهم

مشاركة الخبر      

من حولنا يتطور وأنديتنا المحلية تتفرج.. يذهب موسم ويأتي آخر والوضع مثل ما هو.. احتراف ناقص (ولن أبالغ إذا قلت بأنه احتراف اسمي فقط)، وصفقات فاشلة للمدربين واللاعبين الأجانب والدليل عدد المرات التي يستبدل فيها المدرب في معظم أنديتنا.. وعدد اللاعبين الذين جلبتهم واستغنت عنهم.. وكان حالها.. استقبال وتوديع لهؤلاء المدربين واللاعبين الأجانب. ـ ومع عدم الاستقرار التدريبي أصبحت الخطوات العملية لتطوير اللاعب في الأندية (لدينا) شبه مفقودة.. فكثرة تغيير المدربين معروف أن لها العديد من الإثار السلبية على العمل بنظام البناء الطويل في إعداد لاعبينا المحليين.. وهذا واحد من أبرز الأسباب التي أثرت على احتراف اللاعب (المحلي) خارجياً. ـ والمشكلة أن أعلامنا الرياضي بعيد عن ما يدور داخل الأندية.. فهو مشغول بقضايا مثيرة (لا تغني ولا تسمن من جوع) بين الأندية.. كالمقارنات والمفضلات وأيّ منهما الأكثر إنجازات؟.. والأكثر شعبية؟ والأكثر حضور جماهيري؟.. وأيضاً بين لاعبيها ومن هو الأفضل؟.. ومن هو الأسطورة؟.. ومن هو الأكثر تسجيلاً للأهداف؟.. ومن الأكثر مشاركات دولية؟.. ووو.. إلخ. ـ فانشغاله بمثل هذه القضايا الصغيرة وترك الأمور الهامة التي تحتاج لتسليط الضوء عليها من قبل النقاد ورجال الإعلام بهدف معالجتها.. هو أحد الأسباب التي جعلت نتائج أنديتنا ومنتخباتنا تتدهور وتتراجع. ـ عموماً كرتنا المحلية.. تعاني من غياب الفكر الرياضي في مؤسساتنا الرياضية (اتحادات ولجان وأندية ووسائل إعلام.. إلخ).. فهناك نسبة عظمى من العاملون في هذه المؤسسات ليس لديهم مؤهل علمي في أحد فروع الرياضة وتخصصاتها.. ولو تم البحث عن المستوى التعليمي لبعضهم سنجد أنه ربما لا يتعدى الثانوية العامة.. والكارثة أن غالبيتهم دخل الوسط الرياضي بعلاقاته الشخصية وفرض نفسه. ـ ولو أخذنا الأندية على سبيل المثال لوجدنا أن غياب الفكر الرياضي فيها.. أدى إلى أن تكون معظم برامجها (ضعيفة) وخططها (اجتهادية) قائمة على الطرق البدائية.. كالخطوات (القديمة) التي تنهجها معظمها عند انتقاء اللاعبين وتطويرهم وأيضا عند إعدادهم وتحضيرهم للبطولات والمشاركات.. وللمعلومية انتقاء اللاعب الحديث في أيّ لعبة وليس في كرة القدم (الآن).. أصبح يتم وفقاً لقياسات ومؤشرات مخبرية دقيقة تعتمد اعتماداً كلياً على تحديد الخصائص الجسمية والفسيولوجية والبدنية والنفسية والمهارية ومدى توافقها مع طبيعة المتطلبات الخاصة بلعبة كرة القدم. ـ إن سر تفوق الآخرين وتحقيقهم للبطولات والإنجازات في الوقت الحالي جاء من خلال مدى استفادتهم من الإسهامات الحديثة للثورة العلمية وما أفرزته من برامج في الحاسب الآلي بتطبيقاته المختلفة.. سواء في تطور التدريب أو في أداء اللاعبين.. كالبرنامج التي تقوم بتحليل الأداء في المباراة.. ودراسة المنافس والمقارنة الدقيقة مع المنافس وأيضا بين الأداء الفني خلال التدريب وأثناء المباريات.. فالمدربون الآن في أوروبا وأمريكا الجنوبية وغيرها من البلدان المتطورة أصبحوا يعتمدون اعتماداً كلياً على برامج الحاسب (كبرنامج الدارت فيش) في تطوير لاعبيهم.. وهذا هو أحد أسرار تطورهم. ـ ولاننسى أن غياب الفكر الرياضي دائماً ما يصور الواقع بصورة خاطئة.. مثلما حصر مشكلة كرتنا بأنها تكمن في قصور في الملاعب والنواحي المالية.. وهذا الأمر ليس هو السبب الحقيقي.. وعودوا إلى واقعها.. وقارنوه مع بلدان أخرى (كالأردن على سبيل المثال أو العراق) فستجدون أن ملاعبنا وميزانيات الأندية لدينا (السنوية) تفوق ما هو موجود لديهم.. فأنديتنا تصرف عشرات الملايين على صفقات وتخبطات عشوائية في جلب اللاعبين وتغيرات المدربين غير المبررة.. والنتائج لم ينجح أحدٌ.