إخفاق الأربعاء الأسود
إخفاق الهلال والشباب وخروجهما المؤلم من دوري أبطال آسيا.. خيب آمال جماهير هذين الناديين ومحبي الكرة السعودية بصفة عامة، لاسيما وأن هذين الناديين كانا هما المؤهلان للعب المباراة النهائية.. مع احترامي للفريقين الإيراني والكوري .. فالهلال متمرس في البطولات الآسيوية و تربطه علاقة قوية بها .. فهو قد حقق في سنوات سابقة ـ على المستوى الآسيوي ـ (6) بطولات... أيضا الشباب كان قاب قوسين أو أدني من وضع قدميه في طوكيو .. فالتعادل كان يكفيه مع سيونجنام في كوريا.
ـ عموما بعد أن انتهى كل شيء.. فإن البكاء على اللبن المسكوب لا يفيد, لكن من المهم الاستفادة من درس الفشل الهلالي الشبابي.. لذلك لا بد من تحليل الإخفاق وتحديد أسبابه الجوهرية .. بدلاً من الدخول في أمور ثانوية لا تغني ولا تسمن من جوع .. مثلما هو حاصل (الآن) في وسائل إعلامنا من نقاشات وأطروحات (تعصبية) غير واقعية.. حتى لا تكرر أنديتنا ومنتخباتنا الوطنية في البطولات المقبلة مثل إخفاق يوم الأربعاء الأسود.
ـ والذي لا بد وأن تدركه إدارات أنديتنا وتأخذه بعين الاعتبار .. هو أن الانتصارات وتحقيق البطولات لا تأتي بالمال أو الزخم الإعلامي فقط .. وإنما تحتاج إلى التخطيط الدقيق والعمل الرياضي السليم .. فهذا النادي الإيراني تفوق على الهلال رغم أن ما تم صرفه على هذا الفريق أقل بكثير ولا يقارن بما صرفه الهلاليون أو الشبابيون على فريقيهما والكل يعرف رواتب المدربين جيرتس وجورج فوساتي، وتكاليف لاعبيهما الأجانب والمحترفين المحليين.
ـ حقيقة الكرة السعودية تعيش منذ أكثر من 10 سنوات ثباتا في المستوى.. فهي لم تتراجع كما يعتقد البعض .. ولكن الملاحظ أن الآخرين تقدموا .. فالفرق الآسيوية شهدت نوعا من التطور مثلما هو حاصل الآن في اليابان والكوريتين والصين وأستراليا.. وهذا الأمر الذي يجب أن تستوعبه إدارة الأندية وتسارع في مراجعة خططها وبرامجها التدريبية وأيضا كيفية اختيار اللاعبين الناشئين وإعداد اللاعبين الشباب وكذلك تطبيق الاحتراف بالشكل الصحيح.. التطبيق الذي يفرز لاعبين يمكنهم اللعب والتواجد في الأندية الأوروبية أو الآسيوية على الأقل.