حكام دوليون بالاسم
لو نظرنا إلى الأخطاء التحكيمية التي تحدث في مباريات كرة القدم .. وحللنها ... نجد دائما ما يكون لها علاقة بكفاءة ومقدرة الحكم ...فالأولى مرتبطة بخصائصه التكوينية .. والثانية بكيفية بنائه وإعداده.
ـ بدليل أن هناك نوعية من الحكام ناجحون فأخطاؤهم قليلة وغير مؤثرة لأنهم أصحاب كفاءة ومقدرة ... ونوعية أخرى من الحكام فاشلون أخطاؤهم كوارثية ومتكررة وتتسبب بشكل مباشر في تغيير نتيجة المباراة بسبب ضعف كفاءتهم ومقدرتهم.
ـ والطامة الكبرى هي عندما يكون الحكام الفاشلون دوليون!! والسؤال الهام هنا ... هو كيف حصل حكم لا تتوافر فيه الصفات الرئيسة لحكم كرة القدم على الشارة الدولية؟
ـ فالإجابة باختصار ... أحد أمرين ... إما أنه لا توجد معايير دقيقة تراعى عند الترشيح للشارة والدولية ... أو أن الترشيح يتم بالمجاملات والعلاقات الشخصية بعيدا عن الضوابط والمعايير! وليس كما يشاع بأنه بسبب قلة المواهب التحكيمية.
ـ وما يكشف هذه الأمور هو أن هناك حكاما يحصلون على الشارة الدولية دون أن يشاركوا حتى في مباراة نهائية أو مباراة جماهيرية هامة (كإحدى مباريات الديربي على سبيل المثال) وتم ترشيحهم من خلال مشاركتهم في ثلاث أو أربع مباريات ... فإذا لم يقوموا بتحكيم مباريات هامة في الدوري المحلى في بلدانهم ... فكيف سيتم الاعتماد عليهم في مباريات دولية؟
ـ وأيضا من الأشياء التي توضح غياب المعايير الدقيقة للترشيح ... هناك حكام دوليون بالاسم ... فهم لم يشاركوا حتى في مباراة دولية واحدة أو حتى مباراة (ودية) خارجية... وكذلك هناك حكام يتم سحب الشارة الدولية منهم ولم يكملوا عاما واحد.
ـ عموما أتمنى أن يعد ويحضر الحكم للشارة الدولية وفق منهجية كأن يكون هناك خطة خاصة يتم خلالها اختيار مجموعة من الحكام (بعد التأكد من مطابقتهم لشروط ومواصفات الحكم الدولي) ومن ثم يتم اختبارهم داخليا على مدار موسمين أو ثلاثة في عدد من المباريات الكبيرة والهامة من ضمنها بعض المباريات التنافسية القوية أو مباراة نهائية.. وفي ضوء مستوياتهم وعطاءاتهم الفنية يتم اعتماد المتميزين رسميا في قائمة الفيفا .