النصر بين حكم مهزوز ولجنة ضعيفة
لن أتحدث عن شغب جماهير الوصل الإماراتي في مباراته مع فريق النصر (السعودي) في ملعب زعبيل أثناء مباراة (إياب) نصف نهائي البطولة الخليجية (25)، ولن أتحدث عن تهاون الحكم العماني عبدالله الهلالي (وهو الذي صرح بأنه كتب ملاحظة سلبية على قصور في الإمكانيات الأمنية في هذا الملعب 3 مرات) في عدم إيقاف المباراة بسبب الانفلات الأمني ودخول الجماهير واشتباكهم مع أخصائي العلاج الطبيعي بنادي النصر الذي أشبع ضربا على أيديهم، فقيام جمهور الوصل بهذا الاعتداء العنيف على معالج النصراوي ليس له مبرر على الإطلاق مهما حدث من هذا المعالج من فعل.
ـ ولن أتحدث عن تقصير مراقب المباراة ومسئول تفتيش الملاعب في اللجنة التنظيمية الخليجية لكرة القدم بمجلس التعاون الخليجي لكرة القدم الذي قرر إقامة هذه المباراة الحاسمة (والفاصلة) في هذا الملعب الذي تنقصه بعض المتطلبات الأمنية ... كعدم توافر السياج على حدود المدرجات السفلية الذي يمنع دخول الجماهير لأرضية الملعب وفعل ما فعله جمهور الوصل.
ـ ولن أتحدث عن غياب القرار الجرئ من بعثة نادي النصر بسحب الفريق مباشرة بعد الضرب المبرح الذي تلقاه بعض أفراد البعثة النصراوية وعدم توافر الحماية لهم.. والذي أعتقد أن هذا القرار لو اتخذ فإن النصر سيكون طرفاً في المباراة النهائية حسب اللوائح والأنظمة. وأيضا سيحفظ حقوق النصراويين .. حتى وإن لزم الأمر خسارة هذه البطولة، لأن ما تعرضوا له ليس بالأمر السهل .. ولو حدث مثله في مباراة من مباريات فيفا فإنه لن يمر مرور الكرام ، والكل يعرف قرارات فيفا في مثل هذه الحالات.. مثل قراره بعد مباراة مصر وزمبابوي 1993م، وكذلك قرارات الاتحاد الآسيوي بعد المعركة التي حصلت في مباراة القادسية (الكويتي) والسد (القطري).. والتي كان من أبرزها شطب نتائج القادسية في البطولة الآسيوية (المشارك فيها) وحرمانه من المشاركة في البطولات الآسيوية لمدة أربع سنوات، وإيقاف أربعة لاعبين من السد لمدة سنتين مع غرامات مالية للفريقين تجاوزت (30) ألف دولار.
ـ لكنني سأتحدث هنا عن الضعف العام الذي دائما ما تشهده البطولات الخليجية وحتى العربية، حقيقة السر في ضعفها دائما ما يرتبط بضعف النواحي الانضباطية والعقوبات، وذلك بسبب عدم اعتراف فيفا نفسه بهذه البطولات.. وبالتالي عدم سريان تنفيذ عقوباتها في المباريات القارية والدولية.
ـ أعتقد أن مثل هذه المسابقات التي لا تقع تحت مظلة فيفا يمكن إكسابها مزيدا من الاحترام وإعادتها للتوهج، فقد يقول قائل إنه من الصعب ذلك، خاصة أنها بعيدة عن عقوبات فيفا.. لكنني أؤكد إنه من خلال مراجعة صياغة اللائحة الانضباطية وجعلها متوافقة مع لائحة عقوبات فيفا.. وتطبيقها بقوة بعيدا عن المجاملة أو المحاباة، فإن هذا الأمر لو طبق فيها سيفرض احترامها (أولاً) ويؤدي بالفرق إلى الحرص على المشاركة فيها(ثانياً).
ـ لذلك يجب فرض عقوبات (مالية وإدارية) صارمة ورادعة على اللاعبين والفرق (الذي تحدث منهم مشاكل)في المباريات مثل عقوبات فيفا، فالعقوبات القوية هي التي ستعطي البطولات الخليجية والعربية نوعا من الانضباط، ولا ننسى أن هذا الأخير هو العامل الذي سيكفل لها النجاح.
ـ وختاما أتمنى أن لا يضيع النصر وتسلب حقوقه بين تقريري حكم هزوز(ومتهاون) ومراقب (مقصر) وقرار(مجاملة) للجنة (ضعيفة) لا تستطع تفادي الخطأ الذي وقع فيه مراقب وحكم هذه المباراة ... واللذين كان بإمكانهما إصدار قرار بعدم إكمالها بعد حادثة (شغب الجماهير واعتدائها على معالج النصر) وبالتالي عدم تطور الأمور إلى ما وصلت إليه (الآن) وإحراج اللجنة التنظيمية.
ـ والسؤال الذي يطرح نفسه: ماذا سيفعل هذا الحكم وهذا المراقب لو فاز النصر؟ هل سيقومان بتركيب حاجز أو بناء جدار على حدود الملعب أمام هذه الجماهير الطائشة؟ الإجابة متروكة للجنة التنظيمية الموقرة.