2010-02-07 | 18:00 مقالات

إنجاز جلال

مشاركة الخبر      

الانتقادات المستمرة للحكام وتضخيم أخطائهم ..والشكوك التي تثار حول أدائهم بعد كل مباراة في معظم مسابقاتنا المحلية .. والحملات المسعورة التي يتعرض لها التحكيم المحلي بمجرد خطأ غير مقصود من حكم ما ... حقيقة أدت إلى تصعيد مشكلة التحكيم لدينا بل ساهمت في اهتزاز ثقة الشارع الرياضي في الحكم المحلي من جهة وعدم قبوله من قبل الأندية في إدارة مبارياتها من جهة أخرى، وقد أبالغ إذا قلت بأن هذه الانتقادات قد ولدت لدى المشجع الصغير وربما بعض الجماهير (ذوي الثقافة الكروية المحدودة) شعوراً أو انطباعاً بأن هناك مباريات في كرة القدم تخلو من أخطاء الحكام.
ـ أنا هنا لا يمكن أن أخفي الأخطاء التحكيمية التي حدثت من بعض حكامنا المحليين في بعض المباريات، أو أقول بأنهم لا يرتكبون أخطاء مؤثرة؟
ـ ولكن أشير إلى أن التحكيم المحلي يعاني من أزمة ثقة، فاهتزاز الثقة (في الواقع ) هي المشكلة الخفية التي يعيشها التحكيم المحلى لدينا الآن، فهذه المشكلة في الواقع ساهمت في حدوث أمرين: الأول شعور الحكام بانعدام الثقة فيهم (في حد ذاته) شكل ضغطاً كبيرا عليهم ... لا سيما وأن الانتقادات غير المبررة والشكوك الجارحة لذممهم وأمانتهم من جهة، وجعلهم (دائماً) شماعة تعلق عليها الفرق إخفاقاتها وأخطاء مدربيها ولاعبيها من جهة أخرى ما هما إلا سبب (جوهري) ساهم في تشتيت تركيزهم .. نتج عنه وقوعهم في الأخطاء في المباريات بشكل متكرر.
والثاني هو أن ضعف ثقة الأندية في الحكم المحلي أدى بلاعبيها ومدربيها لعدم قبول معظم قرارات الحكام والاعتراض عليها حتى إن كانت هذه القرارات صحيحة، وعندما يصبح اللاعبون غير متعاونين مع الحكم فإن هذا الأخير سيفشل مهما كان اسمه وجنسيته... وبالتالي يكون غير مقبول من جماهير وإعلام الفريق.. وهذا ما يحدث مع حكامنا المحليين في الوقت الحالي.
ـ عموما الحلول لهذه الأزمة تبدأ بمحاسبة كل من يوجه انتقادات خاطئة لأداء الحكام، ومعاقبة كل من يهاجمهم ويتطاول عليهم سواء في وسائل الإعلام أو غيرها.. ومن ثم العمل على تطوير الحكام من خلال وضع استراتيجية مدروسة تحتوي على أهداف قريبة تهدف للتعامل مع الوضع الحالي وأهداف بعيدة تبدأ باختيار جيل جديد يتم انتقاؤه بواسطة الأساليب والطرق التي تتنبأ بنجاح الحكم وبروزه وتفوقه في مباريات البطولات الكبيرة...كالبطولات القارية والدولية.
ـ وختاما أذكر كل من قلل من كفاءة الحكم المحلي بأن هذا هو الاتحاد الدولي (فيفا) اختار خليل جلال للمشاركة في نهائيات كأس العالم (2010م) بجنوب إفريقيا... فمبروك لجلال ومبروك للرئيس العام ونائبه على هذا الإنجاز الذي سجله التحكيم المحلي، فهو في الواقع ما تحقق إلا بفضل دعمهما واهتمامهما بالحكام والتحكيم السعودي.