أخطاء الحكام واحدة
لا أدري لماذا أصبحت أخطاء التحكيم في مسابقاتنا المحلية غير مقبولة على الإطلاق .. وكأن الأخطاء التحكيمية لا تحدث إلا في مبارياتنا فقط..أما بقية مباريات كرة القدم لاتحدث فيها أخطاء!!
ـ عموما لن أتطرق إلى ذكر وسرد الأخطاء التي وقع فيها حكام عالميون يعدون من أميز وأشهر وأمهر حكام العالم في مباريات نهائيات كأس العالم، كدليل على وجود الأخطاء التحكيمية في أكبر وأهم مباريات كرة القدم.
ـ وكذلك لن استشهد بالأخطاء التي حدثت في العديد من البطولات القارية أو بطولات الدوريات الأوروبية كالدوري الإسباني والانجليزي أو الإيطالي، لكن سأستشهد بما حدث في الأيام الماضية في بطولة أمم إفريقيا الحالية، فالجميع شاهد الأخطاء التحكيمية التي حدثت في العديد من مبارياتها.
ـ حقيقة هي نفس أخطاء حكامنا المحليين.. فهناك ركلات جزاء لم تحتسب .. وأخرى غير صحيحة وتم احتسابها.. وأهداف صحيحة ألغيت بداعي التسلل ...إلى آخره من الأخطاء الكوارثية! وأقرب الأدلة على ذلك هدف المنتخب المصري الثالث (للاعب أحمد حسن) حينما سدد الكرة واصطدمت بالعارضة وسقطت على خط المرمي .. احتسب منها الحكم هدفا غير صحيح.. حيث إن الكرة لم تتجاوز خط مرمى الكاميرون!! (وللمعلومية.. أخطاء الحكام في بلدان العالم واحدة)
ـ المشكلة ليست في وجود الأخطاء التحكيمية في المباريات لأنها تعتبر جزءاً من اللعبة ولن تختفي منها، ويبقى العمل على تلافي تكرار حدوثها والإقلال منها بهدف عدم تأثيرها على النتائج هو الهدف المنشود في معظم لجان التحكيم.
فالمشكلة في الواقع تكمن في طرح معظم النقاد والمحللين (مع الأسف) والذي نرى أن نظرتهم لاتختلف عن نظرة المشجع الذي يرى الحكم على أنه إنسان آلي لا يخطيء !! ولا ننسى أن تضخيم الأخطاء وطرح الشكوك حولها من قبل منتسبي الأندية وأيضا بعض رجال الإعلام هو واحد من الأسباب التي ساهمت في اهتزاز ثقة الأندية والشارع الرياضي لدينا في الحكم المحلي وعدم قبوله في مبارياتنا.
ـ عموما ليس في صالح الرياضة السعودية تصعيد مشكلة التحكيم وجعله أزمة.. لأنه عندما تصل الأمور إلى هذا الحال لن نجد حكما وطنينا في هذا المجال وستكون الحلول صعبة ومكلفة.
ـ لذلك يجب أن ندرك أن التعامل من قبل مسئولي الأندية وبعض منتسبي وسائل الإعلام الرياضي مع أخطاء حكامنا بالشكل الحاصل لدينا الآن لن يحل مشكلة التحكيم بل سيساهم في تصعيدها.. وتبقى حماية الحكام من تصريحات وهجمات رؤساء الأندية وبعض الإعلاميين هي أولى الخطوات الهامة لحل مشكلة التحكيم لدينا.. بالإضافة إلى إعطاء مزيد من الاهتمام بالحكام وأهمية العناية ببرامج تطويرهم وإعدادهم.