الحكام والمؤثرات
يلعب التحكيم دوراً كبيراً في نجاح المباراة.. وبدون مبالغة يمكن القول بأن نجاح مباراة كرة القدم.. يتوقف على مدى نجاح طاقم التحكيم فيها.
ـ ومن المعروف أن نجاح الحكم (في الأساس) مرتبط بدرجة كبيرة بمدى صحة تطبيق قانون اللعبة.. لأنه مع التنفيذ الصحيح لنصوص القانون.. فإن المشاكل تكاد تكون شبه مختفية أثناء وبعد المباراة.. وهذا الأمر الذي يجب أن يضعه الحكام في عين الاعتبار.
ـ فالنجاح في تطبيق القانون يتطلب (في الواقع) من الحكم تنظيم المتطلبات التالية:
ـ إلمام كامل بقانون اللعبة ومعرفة كيفية تطبيقه.
ـ جاهزية بدنية ولياقية.. تمكنه من التحرك والتواجد في المواقف المناسبة لمتابعة اللعب ورصد المخالفات
ـ تهيئة نفسية.. يستطيع من خلالها القدرة على التعامل الجيد مع اللاعبين والاحتياطيين وزملائه المساعدين وبقية أطراف اللعبة.. بعيداً عن الانفعال والتوتر.
ـ تهيئة ذهنية.. تمكنه من الاحتفاظ بمستوى عال من التركيز.. طيلة أوقات المباراة وخاصة اللحظات التي تحدث فيها مخالفات اللعب أو بعض التصرفات والتجاوزات والسلوكيات التي قد تحدث من اللاعبين بعيداً عن مجال اللعب أو أثناء توقفه.
ـ وعندما يكون لدى الحكم نوع من الاضطراب في عمل وتنظيم هذه المتطلبات.. فإنه غالباً ما يستجيب للمؤثرات المرتبطة بالمباراة.. ويحدث له نوع من الشك.. وبالتالي تكون نسبة وقوعه في الأخطاء عالية.. ويؤكد ذلك الدراسة العلمية التي أجريت أثناء بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم في البرتغال (2004م) والتي شارك فيها نخبة من خبراء كرة القدم إلى جانب مجموعة من أطباء أوروبا.. حيث أشارت نتائجها إلى أن الحكم خلال سير المباراة يتأثر تركيزه على مدى 60 دقيقة.. فهو يقع تحت تأثيرات عاطفية خلال 30 دقيقة من زمن كل مباراة يتولى إدارتها.
ـ وقد وصفت هذه الدراسة الحالة الحقيقية التي يعيشها الحكم من ناحيتي العقل والعاطفة خلال إدارته بأنه يتأثر بالجري والتوقف منه والتحدث مع اللاعبين والمدربين (أو تصرفاتهم) وصيحات واعتراضات الجماهير ومراقبة الانتباه إلى زملائه المساعدين وحالات التبديل.. فالتخمينات والاجتهادات الشخصية من الحكام في مثل هذه الحالات وما تتطلبه من قرارات.. هي التي تجعلهم يرتكبون الأخطاء التحكيمية.. لذلك عليهم المتابعة والتركيز في كافة أوقات المباراة.. فالتركيز والمتابعة هما وسيلة الحكم لتحقيق النجاح.