صناعة الحكام
فرضت التحولات الاقتصادية التي دخلت لعبة الكرة بعد الاحتراف العديد من المتغيرات على كافة عناصر هذه اللعبة.
ـ والحكم كأحد العناصر الرئيسية في مباراة كرة القدم (على سبيل المثال) نجد أن بناءه شهد العديد من التغيرات في هذه الفترة والتي أصبحت فيها كرة القدم صناعة.
ـ فإعداده أصبح لا يتم الاجتهادات والخبرات الشخصية فقط، خاصة أن الأخطاء التحكيمية أصبحت مكلفة (ماليا) تخسر معها المنتخبات والأندية أموالاً كبيرة في عقود وراتب اللاعبين والمدربين من جهة، وفقد العوائد المالية من الدعاية والإعلانات والاستثمارات المالية الأخرى، كاستثمارات شركات الاتصالات والتسويق.
ـ لذا صار التطوير في مجال التحكيم يعتمد على الكوادر المسلحة (بالتأهيل العلمي) المتخصصة في المجال الرياضي والمجال التحكيمي على وجه الخصوص.
وذلك لما للطرق والأساليب العلمية من دور في اختصار الجهد والوقت وتوفير المال، خاصة أن بناء الحكم وإعداده يستغرق سنوات طويلة ويكلف أموالا باهظة.. هذا من ناحية وضمان نتائج البقاء والإعداد من ناحية أخرى.
وبالمناسبة.. نذكر بأن بناء حكم كرة القدم الحديث أصبح يتم بواسطة الطرق والأساليب العلمية (المقننة) وكأنه (صناعة).
فاختياره لم يعد عشوائيا، وإنما يتم بناء على معايير دقيقة تتنبأ بظهوره وبروزه ونجاحه في أرقى المستويات.
ـ وإعداده لا يتم اجتهاديا، وإنما يمر عبر مراحل متدرجة وخطوات مدروسة تساهم في تصحيح أخطائه ومتابعة مستواه، حتى يتطور أداؤه بشكل متصاعد من موسم لآخر.
ـ وهذا الذي يجب أن يدركه الحكام، لكي يتفاعلوا من متطلبات التحكيم وطبيعة مشوار الطريق في هذا المجال، ليصلوا إلى النجاح.