سقطت ورقة التوت
قد لا أكون مبالغاً في استخدام عنوان المقال (سقطت ورقة التوت) في وصف اجتماع الجمعية العامة للاتحاد السعودي لكرة القدم مساء الأربعاء الماضي الذي سبقته عاصفة من التهديد والويل والثبور تبلغ في عنفها الكلامي حد التوقع بحجب الثقة عن مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم.
وانتهى الاجتماع بتأجيل حجب الثقة وبإصدار بيان عام كما لو كان لحفظ ماء الوجه، وهذا يعني أن ورقة التوت سقطت وبان أن المعارضين لرئيس الاتحاد دوافعهم ليست كلها تفعيل أعمال وجودة إنتاج بقدر ما هي أقرب إلى مواقف تبدو الشخصنة حاضرة فيها واتضح أنهم أضعف من أن يبلغوا القدرة على إسقاط اتحاد كرة القدم.
الجمعية العامة تصدر أحداثها السابقة للاجتماع حجب الثقة عن مجلس الاتحاد وإجراء مثل ذلك ضمن صلاحياتها وهي بمثابة البرلمان الكروي الذي يراقب أعمال المجلس الذي أنتخب قبل عامين برئاسة أحمد عيد.
والموضوع باختصار أن أصحاب الصوت المرتفع إعلامياً من أعضاء الجمعية الذين جاهدوا لإكمال النصاب للاجتماع كما لو كان انتابهم شيء ما، الأول: يبحثون عن مخرج لحفظ ماء الوجه أمام الوسط الرياضي بعد (العنتريات الكلامية) خاصة وأن وفد (فيفا) الذي زار الرياض مؤخرا خرج بانطباع جيد عن عمل مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم.
والثاني لنقل ربما هبطت عليهم فجأة الحكمة بعد ضجة كبيرة في الوسط الرياضي من خلال خروجهم بعيونهم الحمراء في وسائل الإعلام لدرجة أن البعض من المتابعين ظنوا أن اتحاد عيد بعد الاجتماع سيكون في خبر كان.
الاجتماع الذي سبقته جعجعة انتهى بحزمة من الملفات المفتوحة التي تحوي كما ورد في بيان الاجتماع الإعلامي على خروقات وتجاوزات حدثت في الاتحاد.
أما موضوع حجب الثقة فقد رؤي تأجيل التصويت على سحب الثقة من مجلس اتحاد الكرة الحالي حتى العاشر من يونيو المقبل وهو الموعد الذي تقرر فيه الاجتماع بدعوة من رئيس مجلس الإدارة والذي سيشهد اجتماع الجمعية العامة غير العادية الذي سيحضر فيه مراقبون من الاتحادين الدولي والآسيوي لكرة القدم.
والأرجح أن تأجيل حجب الثقة لم يكن حكمة نزلت على المعارضين لإدارة أحمد عيد وهم الذين سخنوا الأجواء الرياضية بقدر ما هو أمر واقع لفشلهم في جمع الأصوات اللازمة لإسقاط اتحاد عيد.
يبقى القول إن اجتماع العاشر من يونيو المقبل على درجة كبيرة من الأهمية والتقييمية، وهو وقت كاف لأعضاء الاتحاد السعودي لكرة القدم لإثبات أنهم في مستوى المسؤولية بتلبية متطلبات المرحلة بإنجاز كل عمل متأخر وأهمه النظام الأساسي نحو بلورة كيان كروي منظم بعيدا عن الاجتهادات والتناحرات المضرة ببيئة العمل.
وأمام اتحاد عيد الذي يمكن وصف أعماله بالمتعثرة معالجة سلبيات ليست قليلة في نشاطاتهم والكثير منها أفصح عنه البيان الإعلامي الذي أصدره المجتمعون عقب اجتماع الأربعاء الماضي.