2012-06-21 | 07:45 مقالات

نايف فقيد الأمة والحكمة

مشاركة الخبر      

قال تعالى (وبشر الصابرين الذين إذا إصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون) صدق الله العظيم. إن وفاة الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية لفاجعة كبرى حلت بالشعب السعودي والأمتين العربية والإسلامية. فاجعة عصرت القلوب ألما والعيون دموعا على نبأ إعلان الديوان نعي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لأخيه نايف، إنه قدر الله ونحن مؤمنون بالقدر خيره وشره. رحم الله فقيد الأمة الكبير وفقيد الحكمة التي لازمته طيلة حياته العملية والاجتماعية، نعم إن الأمير نايف طيب الله ثراه فقيد الحكمة بتطويعه لها واستثمارها في أحلك الظروف الصعبة التي مرت بها البلاد على خلفية تداعيات أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001. ففي ظل ظروف سياسية وأمنية حرجة هزت العالم بأسره، في ذلك الوقت قاد الأمير نايف رحمة الله عليه المنظومة الأمنية في بلاده بكل اقتدار، وتعامل في معالجته الفطنة بما حباه الله من سعة الإدراك وحسن قراءة الأسباب ونتائجها، وتمكن في وقت وجيز من القضاء على خلايا الإرهاب التي أرادت زرع الفوضى وأن تجعل من البلاد منطلقا لأعمالها الإجرامية. والأمير نايف بحكمته لم يكتف بالقضاء على الخلايا الإرهابية بالضرب بيد من حديد وهو الذي فعل وإنما أسس لمبدأ المناصحة يقينا منه أن هناك الكثير من الشباب تم التغرير بهم من قوى الإرهاب التي تريد أن تجعلهم قنابل بشرية لتحقيق أهدافها الشيطانية، وكانت النتيجة الإيجابية بعد انقشاع خيمة التضليل من رؤوس الكثير من الشباب. لقد رحل الرجل الذي عرف بمواقفه الثابتة تجاه وطنه وأبناء بلده وأمته العربية والإسلامية، رحل الرجل الذي عرف بشدته عندما يتعلق الأمر بأمن الوطن ومرونته عندما يتطلب الموقف ذلك، وبشفقته على أبناء بلده المتورطين في أعمال الإرهاب بمناصحتهم إلى سواء السبيل. رحل الأمير نايف وترك خلفه كنوزا إدارية في فن التعامل مع الأحداث، رجل بهذه المواصفات من المؤكد أنه ترك خلفه الذكر الطيب بإنجازاته في خدمة البلاد والعباد. فهنيئا لرجل رحل عن الدنيا وترك خلفه صفحات من العطاء المميز سيتحدث الناس عنها أجيالا بعد أجيال، رحل نايف والقيادة والشعب السعودي المؤمن بقضاء الله وقدره في مصابه الجلل قادرون على امتصاص صدمة الألم لفقدان رجل عظيم بالمقاييس السياسية والأمنية والإنسانية. إنه الموت قدر البشر ولا مفر منه، وكل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام، سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ومغفرته ويسكنه فسيح جناته، وأن يجزيه خير الجزاء لما قدمه لدينه ووطنه، ويلهم محبيه الصبر والسلوان (إنا لله وإنا إليه راجعون).