2016-09-08 | 04:45 مقالات

تاريخ الرياضة وليس كرة القدم

مشاركة الخبر      

أحسن الأمير عبدالله بن مساعد رئيس الهيئة العامة للرياضة صنعاً، عندما وجه بتأجيل مؤتمر فريق عمل (توثيق تاريخ الرياضة السعودية) إلى وقت لاحق...من وجهة نظر شخصية أقف مع هذا التأجيل من منطلقين رئيسيين:
ـ أولهما (وهو ما أعلنه الأمير عبدالله بن مساعد) أن المنتخب السعودي كان يستعد لخوض مباراة هامة جداً في مشوار تصفيات مونديال روسيا 2018 ولم يكن الوقت مناسباً على الإطلاق لمثل هذا المؤتمر.
ـ المنطلق الآخر الذي يدفعني لتأييد عقد المؤتمر هو ما يثار منذ تم تسريب نتائج عمل الفريق حول عدد البطولات للأندية الجماهيرية والإعلامية.
ـ التسريبات عكست عدم رضا جماهير كل الأندية (ربما باستثناء جماهير نادي الهلال على اعتبار أن فريقها يأتي أولاً في القائمة) وعدم الرضا الجماهيري سينعكس سلباً وسيزيد الوسط الرياضي احتقاناً على الاحتقان الذي يعيشه منذ فترة ليست بالقصيرة.
ـ المصلحة الوطنية العامة تقول إن لا مكان لأي احتقان خصوصاً في الوسط الرياضي وهو الوسط الأكثر عدداً ونشاطاً بين كل شرائح المجتمع والوطن يمر بظروف دقيقة يحتاج خلالها للتكاتف واللحمة لا للفرقة والصراعات حتى لو كان ذلك في شأن رياضي.
ـ لا أبالغ إذا قلت إنني مع إلغاء فكرة توثيق البطولات من أجل مصلحة وطنية عامة طالما أن نتائج العمل قد تسبب مشاكل لا نهاية لها تهز لحمة وطنية.
ـ المنطق والأرقام كلها تقول إن الهلال يأتي أولاً (وبفارق كبير) ولا أعتقد أن يختلف على ذلك اثنان....لكن يختلف كثيرون على الأرقام التي تسربت عن عدد بطولات بقية الأندية حيث يرى الكثيرون (وأنا منهم) أنها لا تعكس الواقع متى كانت التسريبات صحيحة.
ـ أندية خسرت أموالاً طائلة وجهداً كبيراً وحققت بطولات عديدة رصدها الإعلام في حينه بل وكانت تحت رعاية شخصيات رياضية ورغم ذلك يظهر أن فريق العمل قد تجاهلها تماماً.
ـ تجاهل الأندية وأرشيفها ووثائقها وكذلك بعض المؤرخين الرياضيين هي كذلك أمور تجعل الشكوك تدور حول عمل فريق التوثيق.
ـ في حال تم إعلان نتائج فريق عمل التوثيق وتطابق مع التسريبات فإن هذا يعني أمراً واحداً لا أكثر.
ـ الهلاليون جماهير وإعلاميون ووسائل إعلام سيتعاملون مع تلك النتائج كتاريخ معتمد بينما جماهير وإعلام ووسائل إعلام الأندية المتضررة لن تعترف بتلك النتائج وستظل تردد ما هي على قناعة به.
ـ أي أن نتائج فريق العمل ستكون مجرد رصد في الأدراج لن يعترف به سوى شريحة واحدة وهذا لن يخدم الرياضة السعودية خصوصاً أن الهلال (كما قلت سابقاً) هو الأول بكل الأحوال لكن يجب عدم هضم حقوق بقية الأندية وإذا كان للهلال حقوق يجب أيضاً إعادتها له.
ـ ثم إننا نكتفي بالحديث عن بطولات كرة القدم متناسين أن اسم فريق العمل هو (توثيق تاريخ الرياضة السعودية) أي أن نتائج العمل من المفترض أن تتضمن رصداً لبطولات ألعاب أخرى خلاف كرة القدم.
ـ من يعلم ربما الخلاف على نتائج فريق العمل يمتد من كرة القدم لبقية الألعاب وهنا تتحرك جماهير أندية أخرى تهتم بكرة اليد أو السلة أو الطائرة فيما لو اعترضت على نتائج فريق العمل.
ـ أكرر ما قلته في ثنايا المقالة وهو إن الظروف الحالية لا تسمح على الإطلاق بإعلان نتائج فريق عمل فريق التوثيق فنحن أشد ما نكون للحمة وطنية لا لفرقة بسبب عدد بطولات.
ـ ولعل البيانات التي صدرت عن أندية النصر والاتحاد والأهلي تؤكد صحة كلامي إذ إنها بمثابة رسالة من هذه الأندية إلى إعلامها وجماهيرها لرفض نتائج فريق العمل بل وربما البدء بحملة مضادة للنتائج وهذا يؤدي إلى إثارة عارمة للوسط الرياضي وطننا في غنى تام عنها.
ـ أتمنى من رئيس الهيئة العامة للرياضة أن يؤجل إعلان نتائج فريق عمل التوثيق للمزيد من الدراسة والتمحيص ولاختيار الوقت المناسب للإعلان...أو حتى يلغي الفكرة تماماً من أجل المصلحة الوطنية.