يخدشون جمال مواهبهم
ربما لم تكن المرة الأولى التي تخاطب فيها إدارة الاتفاق لجنة الاحتراف بالاتحاد السعودي لكرة القدم بشأن تجاوزات لاعب الفريق محمد كنو.
ـ أتمنى أن تكون المخاطبة الأخيرة وإن كنت أشك في ذلك فهذا اللاعب الموهوب يصر دوماً على خدش جمال موهبته ويقف في منتصف الطريق نحو نجومية بإمكانه أن يصنعها.
ـ يملك محمد كنو كل مقومات النجومية متى عمل على تحقيقها والوصول إليها.. موهبة فذة.. تكوين جسماني متميز.. سلوكيات مثالية داخل الملعب.
ـ لكنه عندما يخرج عن الملعب يبدأ بممارسة بعض السلوكيات التي تخدش صورته الفنية التي بدأنا نكونها عنه.
ـ لا أتحدث عن ممارسات أخلاقية خاطئة إنما عدم تقيد بتعليمات النادي والمفهوم الحقيقي للاحتراف.
ـ هذه التصرفات المتكررة من محمد كنو أضرت كثيراً بوضعه الكروي وربما أن هذه التصرفات تجعل الأندية الجماهيرية الإعلامية تتردد كثيراً في استقطابه خشية أن تضيع ملايينها في لاعب لا يقدر حجم موهبته.
ـ أكتب هذه الأحرف عن الشاب الموهوب محمد كنو لأنني شديد الإعجاب بعطائه الفني وأخشى (بتصرفاته غير المحسوبة) أن يرسم خط نهايته الكروية ويقف في منتصف طريق النجومية ويصبح من الماضي.
ـ لم يكن محمد كنو أول لاعب يسير في هذه الطريق أو يمارس هذا الخروج غير المحبب بل هناك لاعبون كثر مارسوا ذات الأسلوب وذهبوا للنسيان وهجروا الملاعب لأنهم لم يقدروا حجم موهبتهم ولم يفهموا حقيقة الاحتراف.
ـ أيضاً هناك لاعبون ما زالوا في الملاعب ويمارسون كسر الأنظمة ويتعرضون للعقوبات فأصبحوا كمن يهدم مستقبله بيده.
ـ لن أذكر هنا أي أسماء لأن القائمة تطول إنما الجميع يعرفون من هم الذين لم يتفهموا الاحتراف بوجهه الجميل بل اعتقدوا أنه مجرد أموال تدفع المحترف إلى السهر والسفر وهذه كلها تعجل بنهاية المحترف مهما كان موهوباً.
ـ نكتب عن هؤلاء اللاعبين من غيرة ومحبة وليس تشهيراً.
ـ الكرة السعودية لا تخسرهم لأنها تملك العديد من المواهب المنتظمة إنما هم من يخسرون أنفسهم.
ـ ما يصدر عن هؤلاء اللاعبين من كسر للوائح الاحتراف وتعليمات أنديتهم إنما هو نتاج قلة ثقافة إلى جانب غياب البيئة (الإيجابية) الحاضنة.
ـ هذه المواهب قد لا تملك الثقافة الكافية للتعامل الإيجابي مع الاحتراف إلى جانب أنهم (الموهوبون) يفتقدون للموجه الإيجابي سواء من داخل الأسرة أو من الأصدقاء المقربين.
ـ ولعل الأصدقاء هم الذين يلعبون الدور (السلبي) الأكبر في حياة المحترف، إذ يدفعونه للسهر والسفر.. هؤلاء لا يستحقون أن يكونوا أصدقاء.
ـ السفر والسهر لا تؤدي فقط لضياع موهبة اللاعب ومستقبله الرياضي وكذلك الاحترافي بل أيضاً تدمر صحته وتجعله يخسر أمواله.
ـ إنكم (بعدم تقديركم لمفهوم الاحتراف) تخدشون جمال نجوميتكم التي تحققت أو في طريقها للتحقق.