2016-08-18 | 02:52 مقالات

ثقافة التسجيل

مشاركة الخبر      

أؤمن تماماً بحرية الرأي بشرط أن لا يكون الرأي مسيئاً ولا يمثل دكتاتورية الرأي بقدر ما هو رأي يطرحه قائله يقبل كل الاحتمالات.

لذلك علينا أن نختار من نتحاور معهم ونتبادل الرأي عندما نثق بأنهم يؤمنون بحرية الرأي ومبدأ الرأي والرأي الآخر.

لكن البعض يجانبه التوفيق عندما لا يختار التوقيت أو الأسلوب المناسب للحديث بل وربما الشخص أو وسيلة الحوار.

وفي عصرنا الحاضر بل ومع تقدم العلم تتعدد وسائل الحوار وهنا يأتي الدور علينا في كيفية استخدام هذه الوسائل.

هناك من يستخدم وسيلة الحوار للتسجيل (التوثيقي) وهو أمر يمارس إعلامياً بشكل واسع... هذا استخدام إيجابي لا تحفظ عليه.

بينما هناك من يستخدم وسائل الحوار استخداماً سلبياً من خلال تسجيل حوار شخصي إما بقصد ابتزاز الطرف الآخر أو إحراجه.

هنا أوجه اللوم لطرفي الحوار.

من تعمد التسجيل لأنه خدع محاوره ولم يبلغه بأن حوارهما مسجل وهذا أسلوب غير حضاري على الإطلاق.

لكنني أيضاً لا أبريء الطرف الآخر من المسؤولية، إذ كيف يتحدث بكل جرأة وصراحة في مواضيع حساسة للغاية مع أشخاص قد لا يكون يعرفهم على الإطلاق أو بينهما معرفة سطحية.

لا أتحدث هنا عن حالات محددة بقدر ما أعني الأمر بشكل عام وإن كانت الأيام الماضية حملت مثالين حيين على تسجيل حوار خرج عن أدب الحوار أو شرف المهنة.

أتحدث عن تسجيل التلاعب بنتائج المباريات وحوار لأحد النجوم السابقين.

بالتأكيد لا أؤيد إطلاقاً فكرة التلاعب بنتائج المباريات وأرفض (كما هي حال الجميع) هذا الأسلوب الخارج عن التنافس الرياضي الشريف.

لكنني أستغرب هذه الجرأة التي صدرت عمن تلاعبوا بالنتائج.

كيف وثقوا وتحدثوا عبر وسيلة حوار تتضمن خاصية التسجيل... لماذا لم يسعوا ليكون حوار التلاعب أو(اتفاق) التلاعب وجهاً لوجه تجنباً مخاطر التسجيل.

حتى ذلك النجم السابق كيف تحدث بتلك الصراحة عبر وسيلة يعلم أن حديثه فيها قد يكون مسجلاً.

صحيح إنه قد يقول لا أهتم فهذا رأيي أقوله في مجلس أو عبر هاتف محمول، لكنني لا أتفق معه في إنه يستطيع قول كل شيء في أي مكان والدليل إن ما قاله في حواره المسجل لا يمكن أن يقوله عبر حوار تلفزيوني.

باختصار أقول إن علينا أن نحسن استخدام التقنية وفي ذات الوقت أن نجيد فن الحوار من خلال اختيار التوقيت المناسب ووسائل الحوار.

أخيراً لا أعلم ما هو موقف الجهات الرسمية من مثل هذه التسجيلات؟

صحيح أنني لا أؤيدها على الإطلاق لكنني أقول لمن ينسون أنفسهم ويتحدثون دون تفكير بالعواقب أن يعلموا جيداً عواقب حديث قد يصدر عنهم وينتشر بين المجتمع انتشار النار وسط الهشيم.

لسانك حصانك.