الاحتراف وجزيئاته الصغيرة

ـ كثيرون ينظرون للاحتراف على أنه مجرد تفرغ لكرة القدم واستلام مرتب شهري في نهاية الشهر قد يكون كاملاً وربما محسوماً منه حسب انضباط اللاعب أو أدائه طيلة الشهر.
ـ هذا جزء رئيس، لكنه ليس هو كل الاحتراف. الاحتراف لا يختص فقط بلاعب كرة القدم بل أن اللاعب هو حلقة بسيطة جداً من عمل متكامل يحقق في النهاية الاحتراف الحقيقي.
 ـ واللاعب المحترف يكون أكثر احترافية وتقيداً بالجانب الاحترافي كلما شعر بوجود الاحتراف في ناديه أو فريقه على كافة الأصعدة.. والعكس صحيح، فكلما قلت درجة الاحترافية داخل الفريق أو النادي اهتزت احترافية اللاعب.
 ـ من هذا المنطلق يجب أن تعي أندية دوري المحترفين السعودي أن اللاعب هو آخر حلقة في العمل الاحترافي ولا بد من تهيئة كافة السبل لتقديم عمل احترافي متكامل يكون في النهاية اللاعب هو المنتج من ذلك العمل.
 ـ لا أشك لحظة واحدة في حرص الأندية ممثلة في رؤسائها على بذل كل ما من شأنه تحقيق المفهوم الحقيقي للاحتراف، ولكن قد تحدث بعض السلبيات البسيطة التي تخدش جمال العمل الاحترافي وربما أن حدوث تلك السلبيات يكون بسبب منح صلاحيات كاملة أو كبيرة من رؤساء الأندية للعاملين في النادي لا يجيدون بكل احترافية إدارة ما هو مطلوب منهم.
 ـ لعلي أضرب مثالاً بسيطاً على أخطاء إدارية تعيق من تفعيل المفهوم الاحترافي في عمل أندية دوري المحترفين.. خلال الأسبوع الماضي تم فرض عدة غرامات مالية على عدد من الأندية لتأخرها في النزول لأرض الملعب لفترات تتراوح بين 3 إلى 10 دقائق، كما فرضت غرامات مالية بسبب تشابه ألوان القمصان وعدم التزام الفريق الضيف بلوائح واضحة جداً.
 ـ للأسف أن تلك الغرامات نشرت إعلامياً وفي مساحات صغيرة ومرت دون أن تنال أي اهتمام أو مناقشة إعلامية، مع أنها تعكس وبجلاء اهتزاز واضح في العمل الاحترافي الإداري المنظم.
ـ هل يعقل أننا نلعب في دوري محترفين ويتأخر الفريق في النزول لأرض الملعب دون أسباب مقنعة.. وهل يعقل أن يصل فريق لأرض الملعب دون أن يعرف جهازه الإداري ماذا يجب أن يرتدي لاعبوه.
 ـ علينا أن لا نتساهل في النظر لهذه الأمور لأنها هي من ركائز الفكر الاحترافي، ومتى تمسكنا بالجزيئات الصغيرة من الاحتراف استطعنا تحقيق الأجزاء الأكبر.
 ـ ربما أن ضآلة المبالغ المحسومة تكون السبب الرئيس وراء عدم تقيد الأندية، لكن لا يجب أن ننظر للأمور بشكل مادي بقدر ما ننظر لها بفكر احترافي انضباطي يقدم عملاً احترافياً متكاملاً.
 ـ أتمنى من الزملاء في الإعلام الرياضي منح مساحة أكبر لأخبار حسميات عدم الانضباط الاحترافي من أجل إظهارها بشكل يجعلها ظاهرة تتطلب التصحيح، فالتأخر في النزول أو عدم التقيد بارتداء القمصان البديلة أمور هامة جداً في الاحتراف، لأن حدوثها يعني عدم الانضباط بينما حقيقة الاحتراف هو الانضباط.