التفاعل مع مستجدات الاحتراف
لن أتحدث عن مدى إيجابية القرارات التاريخية التي أعلنها الأمير نواف بن فيصل الأربعاء الماضي لأنني أولاً عضو هيئة دوري المحترفين السعودي وشهادتي في هذا الموضوع مجروحة، وثانياً لأن الجميع (داخلياً وخارجياً) أظهر تفاعله مع تلك القرارات..
ـ الأهم هو كيفية تحويل تلك القرارات إلى واقع إيجابي داخل الأندية المستفيدة وكذلك اللاعبون الحاصلين على الجوائز..
ـ أندية دوري المحترفين أو معظمها استقبلت خزائنها الملايين لكن التوظيف لم يكن مثالياً أو لم يلمس المشجع أو المتابع مردوداً مباشراً وإن كنت مؤمناً بأن المردود لا يمكن أن يظهر على الفور بل إنه من المنطق ألا يظهر مباشرة..
ـ شخصياً أرى أن أهم بوادر تفاعل الأندية مع مبالغ الرعاة هو غياب شكوى اللاعبين المحترفين من تأخر مرتباتهم وهي المعاناة التي ما كانت تفارق لاعبينا المحترفين ولم تكن تغب عن صفحاتنا الرياضية..
ـ اليوم نحن أمام صفحة جديدة من صفحات الدعم والحوافز وهذا بمثابة مصدر دخل لم يدر بخلد الأندية المحترفة ولا كذلك لاعبيها.. ولكن طالما أن هذا بات حقيقة فلا بد من التعامل معه بإيجابية..
ـ الحوافز التي أعلنها الأمير نواف بن فيصل يجب أن تأخذها الأندية كمصدر دخل ثابت من خلال الحرص على تحقيق الفوز أو على الأقل الظهور بمظهر مشرف فالفوز يحقق 50 ألف ريال وإذا اقترن الفوز بأداء متميز فيعني ذلك إضافة 150 ألف ريال أي أن الفريق صاحب الأداء المتميز مع تحقيق الفوز قد يحقق 800 ألف ريال في شهر واحد..
ـ أيضاً على الفرق أن تجتهد لتظهر بالمظهر المشرف وليس شرطاً أن تحقق الفوز لأن الفوز قد لا يتحقق دوماً للفريق الأفضل وبالتالي قد تذهب الخمسون ألف ريال بينما تذهب المئة والخمسين ألف لفريق آخر..
ـ أيضا الأندية التي لم توفق بأداء فني متميز وتحقيق الفوز عليها أن تسعى للتحلي بالسلوك الرياضي الذي يضمن لخزينتها مبلغ نصف مليون ريال..
ـ أما اللاعبون فعليهم أن يستثمروا هذه المكافآت التي لم أسمع عنها من قبل في ملاعب العالم وتحقيق المكافأة يأتي بالمستوى المتميز والمستوى المتميز نتاج عمل جاد متواصل من المحترف وبالتالي يرتقي هذا المحترف بحرفته ويصبح سلعة غالية الثمن..
ـ التفاعل مع قرارات هيئة دوري المحترفين قد لا يظهر اليوم سواء على صعيد الأندية أو اللاعبين لكنه بالتأكيد سيظهر في مواسم مقبلة عندما تشعر الأندية بازدياد موارد الأندية التي حققت الجوائز ويلمس اللاعبون تحسن أوضاع زملائهم الفائزين بالمكافآت..وهنا نكون عشنا الاحتراف الحقيقي..
ـ غداً نتحدث عن لقاء البارحة.