مواهبنا تبدع خارجياً

ـ لن آت بجديد عندما أهنيء الزميل بتال القوس بفوزه بأفضل مذيع رياضي عربي لعام 2008 بل لا أبالغ إذا قلت إنني أهنيء نفسي وكل إعلامي رياضي سعودي بما حققه هذا الإعلامي اللامع...
ـ ليس جديداً أن يفوز بتال لأن الجديد سيكون لو لم يفز... فوز بتال إنصاف لا أكثر لإعلامي أبدع واختصر الطريق للوصول للقمة لأنه يملك كل مقومات التألق والإبداع...
ـ تحقيق بتال لهذا اللقب هو امتداد للكثير من الإنجازات التي يحققها الكثير من الرياضيين السعوديين خارج الحدود وتحديداً حكام كرة القدم...
ـ السؤال الذي نطرحه بمناسبة فوز بتال هو لماذا يبرز إعلاميونا وحكامنا عندما يكونون خارج الحدود... نتابع الإعلامي السعودي ونشيد به عندما يظهر عبر شاشات غير سعودية ونمتدح أداء حكامنا عندما يقودون مواجهات كروية غير محلية...
ـ أحياناً لا نصدق أن ذلك الإعلامي هو من كان على شاشتنا المحلية يقدم برامجنا الرياضية....أو أن ذلك الحكم هو نفسه من أدار تلك المباراة المحلية...
ـ إبداع الإعلامي والحكم السعودي خارجياً وعدم قبوله محلياً يؤكد حاجتين هامتين... الأولى أنهما يملكان الدراية والمعرفة في مجاليهما بتفوق... والثانية أنهما محلياً لا يخفقان لكنهما غير مرغوبين لأنهما لا يعملان بنفس الأريحية التي يعملان بها خارجياً...
ـ الإعلامي لا يعمل بأريحية لأنه لا يجد التقدير المادي والمعنوي الذي يحفزه على العطاء إلى جانب القيود الشديدة التي تطوقه وتجعله غير قادر على إظهار إبداعاته...وعندما يذهب للخارج يجد العقود المالية الضخمة والأجواء الإعلامية الأكثر انفتاحا لأنه سيعمل في قناة تجارية وليست حكومية...
ـ أما الحكم السعودي فهو يبرز وينال الأفضلية في البطولات الإقليمية والدولية لأنه يرحل هناك بعيداً عن أطروحات إعلامية بأقلام نقاد أو تصريحات مسئولين تجرحه كثيراً وتسيء إليه بشكل غير منطقي إلى جانب قلة المقابل المادي وتأخر صرفه...
ـ سنظل نخسر المواهب الإعلامية والتحكيمية ما لم نمنحهم القدر الحقيقي لهم مادياً ومعنوياً وقد نخسر مواهب كروية ولدت على هذه الأرض لكنها قد ترحل لأنها ستجد وضعاً أفضل على أرض أخرى على الصعيد الكروي...
ـ شكراً بتال فقد أكدت بأننا الأفضل إعلامياً لكننا لا نجد التقدير المحلي ويأتي الإنصاف عربياً...