2008-09-19 | 06:00 مقالات

الاستثمار في البشر

مشاركة الخبر      

 يعتقد البعض أن مصطلح (الاستثمار) يرتبط فقط بالمال وهذا اعتقاد خاطئ لأن الاستثمار يرتبط بكل جوانب الحياة وجزئياتها بما في ذلك البشر..
ـ الاستثمار باختصار هو توظيف الشيء المستثمر لفترة من الوقت كي يعود على المستثمر بفائدة أو عائد..عند توظيف جزء من الأموال في أسواق العقار أو الأوراق المالية فإنها قد تعود بفائدة وربما تلحق بها الخسارة وهكذا هو الاستثمار قد يكون إيجابياً أو سلبياً..
ـ الاستثمار في البشر من أهم أنواع الاستثمارات لأن نجاح الاستثمار في البشر يعود على المجتمع بفائدة كبيرة فالإنسان هو من يدير كافة الاستثمارات ومتى كان ذلك الإنسان على علم ودراية في مجاله كان قادراً على تحقيق النجاح..
ـ وطالما أننا في المجال الرياضي فسأقتصر على الاستثمار في الرياضي لاعباً أو مدرباً أو إدارياً..الاستثمار في اللاعب والمدرب واضح لدى الجميع فاللاعب من خلال إحضار المدربين الأكفاء له يعطي لفريقه أو قد يباع عقده بمبالغ طائلة..أما الاستثمار في المدرب فيتمثل في إرساله في دورات تدريبية يتعلم من خلالها الكثير في مجال التدريب ويعود لخدمة ناديه ولعل تحصيله التدريبي هو بمثابة عائد استثماري..
ـ الأندية السعودية نجحت إلى حد كبير في الاستثمار في اللاعب والمدرب لكنها مازالت تقصر بل غائبة على صعيد الاستثمار في الإداري..
ـ لم نسمع عن ناد سعودي حرص على إرسال إداريين لحضور دورات تدريبية في مجال إدارات الفرق بمختلف مراحلها السنية..أيضاً لم تحاول الأندية إيفاد إداريين لحضور برامج تدريبية طويلة وقصيرة على صعيد الإدارات المختلفة داخل الأندية كالأمانة العامة والاستثمار وإدارة التسويق والاحتراف والمركز الإعلامي وغيرها من الجوانب الإدارية التي تحتاجها الأندية في أداء رسالتها..
ـ تستعين الأندية بإداريين مؤهلهم الأكبر هو انتماؤهم للنادي فقط وقد يملكون خلفية ولو محدودة عن الإدارات التي يديرونها وهذا في تصوري أن هذا يعيق كثيراً تطور الأداء الإداري داخل الأندية..
ـ قد نلمس العذر للأندية سابقاً للشح المالي لكن الوضع الآن مختلف تماماً فالأندية وقعت عقود رعاية بمئات الملايين ولابد من توظيف هذه المبالغ بشكل إيجابي وأن يخصص جزء منها للاستثمار في الإداريين من خلال إيفادهم في برامج تدريبية متخصصة أو أن تشترط الأندية على الشركات الراعية ضرورة تدريب عدد من الإداريين داخلياً وخارجياً ليكون العمل الإداري داخل الأندية أكثر علماً واحترافية..
ـ ليس من المنطق أن تتكفل هيئة دوري المحترفين لوحدها بموضوع الاستثمار البشري من خلال تدريب عدد من الإداريين ليخدموا الأندية.. الأندية أيضا عليها أن تضع يدها بيد الهيئة وترسل (على نفقتها أو نفقة الشركات الراعية) العديد من الشباب في دورات تدريبية إدارية متخصصة يعودوا بعدها لتولي المهام الإدارية في أنديتهم..
ـ استثمروا في الإداريين فهم الأساس في أي استثمار آخر سواء كان للاعب أو المدرب أو حتى في إدارة أموال النادي.. مثلما نملك الطبيب والمهندس والمحاسب فإننا ننتظر المتخصصين في إدارة الإدارات الفرعية داخل الأندية إذا كنا نبحث عن عمل احترافي حقيقي.