2008-09-13 | 06:00 مقالات

موسم جديد وثقافة لاعبي منتخبنا

مشاركة الخبر      

تشهد الملاعب السعودية الليلة انطلاق الموسم الرياضي الجديد الذي سيكون مختلفاً عن المواسم السابقة وذلك لانطلاق دوري المحترفين ضمن منافسات الموسم المتعددة.
ـ صحيح أن دوري المحترفين بنظامه لا يختلف عن نظام الدوري الممتاز لكن الحقيقة أن هناك أموراً تنظيمية عديدة ستجعل دوري المحترفين مختلفاً وقد يحتاج المتابع الرياضي إلى بعض الوقت لكي يشعر بهذه الاختلافات.
ـ عقود رعاية الأندية الضخمة التي وقعت مع فرق الدوري وتدشين شعارات الأندية في دوري المحترفين وإشهار هيئة دوري المحترفين شعار الدوري والتنظيمات الإدارية (مالية وقانونية) كلها أمور كفيلة بأن تجعل دوري المحترفين مختلفاً من موسم لآخر حتى يترسخ المفهوم الحقيقي لدوري المحترفين.
ـ ونحن ندشن دوري المحترفين نتمنى أن يتواكب ذلك مع تفاعل من قِبل الأندية والجماهير واللاعبين والإعلام.
ـ دور الأندية من خلال أجهزتها الإدارية يتمثل في التفرغ لتجهيز لاعبيهم وفرقهم والابتعاد عن الصراخ الإعلامي سواء ضد الفرق الأخرى أو الحكام.
ـ الجماهير الرياضية تمثل دوراً كبيراً في إنجاح أي دوري محترفين في العالم لأن حضورها المكثف والتزامها بالسلوك الرياضي القويم من شأنه لفت الأنظار إلى الدوري السعودي وارتفاع العروض المالية لرعاية دوري المحترفين، وهذا من شأنه أن يساهم أيضاً في دعم خزائن أندية تلك الجماهير.
ـ أما دور اللاعبين فيتلخص في تفهمهم لدورهم الذي يجب أن يقتصر على تطوير أنفسهم كلاعبين محترفين، وهذا يعني ضرورة الاهتمام بالجوانب الصحية والفنية والابتعاد عن سوء التغذية والسهر أو الغياب عن الحصص التدريبية أو عدم التقيد بتعليمات المدربين أو ترك اللعب والتفرغ للحكام ومناقشتهم.
ـ أخيراً الدور المهم جداً لوسائل الإعلام في تفعيل دوري المحترفين يتمثل في كيفية التعامل مع الدوري بجميع أدواته إن كان من خلال تحليل فني متخصص للمباريات يستفيد منه اللاعب والمدرب والقارئ أو عدم نقل التصاريح المسيئة الخارجة عن الروح الرياضية أو منح ضوء إعلامي تحفيزي تشجيعي في كل أسبوع للحكم واللاعب والمدرب والجماهير الأبرز.
ـ وبعيداً عن دوري المحترفين أجدني مضطراً للتوقف عند أمر مهم وخطير يتمثل في عدد البطاقات الملونة التي نالها وينالها لاعبو المنتخب السعودي..نحن الآن أمام أكثر من 10 لاعبين مهددين بالوقف بسبب البطاقات الصفراء التي نالوها بسهولة ودون داعٍ.
ـ لا أشك لحظة في غيرة اللاعب السعودي وحرصه على تمثيل منتخب بلاده كواجب وطني لكنني أيضاً أتمنى أن ينظر اللاعب (خصوصاً أنه محترف) لنيله البطاقة من جانب آخر (شخصي بحت) يتمثل في أن وقفه يعني غيابه كعنصر أساسي وبديله قد يثبت حضوره ويأخذ مكانه وبالتالي باتت البطاقات الملونة بمثابة المسبب الأكبر لخسارة اللاعب لموقعه في قائمة المنتخب.
ـ أتمنى من الأجهزة الإدارية في الأندية والمنتخبات زرع هذا الشعور في لاعبينا المحترفين وجعل اللاعب يشعر بأن وقفه بالبطاقات الملونة لا يعني فقط الحسم من مرتبه لكن قد يفقده مركزه في قائمة النادي والمنتخب، وهذه ثقافة للأسف أشعر أنها تغيب عن أغلب المحترفين السعوديين ولا بد من تعليمهم إياها.