2008-09-11 | 06:00 مقالات

الكبار يعودون سريعاً

مشاركة الخبر      

ـ لأنه المنتخب السعودي الخبير صاحب الإنجازات الكبيرة وصاحب العلاقة المتينة مع التأهل لنهائيات كأس العالم فقد عاد سريعاً لقلب المنافسة وحقق فوزاً هاماً وغالياً خارج أرضه جعله شريكاً في صدارة المجموعة...
ـ بعد التعادل مع إيران قلت إن البداية لم تكن سيئة وأن المنتخب السعودي قادر وفي وقت قصير على تصحيح أخطائه والعودة من جديد للمنافسة على عشقه الأكبر وهو التأهل لنهائيات كأس العالم ممثلاً لقارة آسيا...
ـ كثيرون قسوا على المدرب الوطني ناصر الجوهر ومن يقرأ بعض الانتقادات يعتقد أن الأخضر بات خارج المنافسة...
ـ صحيح إن الجوهر أخطأ فهو بشر معرض للخطأ مثلما هو قادر أن يحقق المطلوب ويفوز...المدرب له قراءاته الخاصة التي تنجح يوماً وتخفق في آخر..
ـ إذا كانت تغييرات الجوهر قد خانته أو لم يوفق فيها أمام إيران فإنها (أي التغييرات) قد ساعدته أمام الإمارات وحقق الفوز...
هكذا هو عالم التدريب...قراءات ورؤى توافق في موقع وزمان وتخفق في مثلهما...الأهم هو كيفية التعامل مع الأخطاء والسلبيات...
ـ مطلوب أن نتعامل بهدوء وروية مع الفوز والخسارة...مثلما لملمنا أوراقنا بعد التعادل مع إيران علينا الآن أن نقيم الأداء ونتلمس السلبيات ونطرحها أمام الجهاز الفني بأسلوب نقدي مثالي حتى يواصل الأخضر خطوته في الصدارة...
ـ لست مدرباً ولا خبيراً فنياً لكنني كمتابع أرى أن أبرز سلبيات المنتخب السعودي ليست عناصرية بمعنى أنه ليس مهماً من يلعب فكلهم قادرون على تقديم ما يخدم الأخضر...العلة الأكبر تتمثل في بطء التحضير في منتصف الملعب...يسيطر لاعبو المنتخب السعودي على وسط الملعب وينتشرون بشكل جيد لكنهم يتأخرون كثيراً في نقل الكرة إلى الأمام...
ـ كثرة تناقل الكرة في وسط الملعب والبطء في صنع الهجمة المرتدة يمنح لاعبي أي منتخب يقابل الأخضر فرصة العودة سريعاً وإغلاق المناطق الخلفية وجعل فرصة التسجيل صعبة...
ـ التسديد المتكرر من خارج منطقة الجزاء من أهم الحلول لكسر أي تكتل دفاعي مقابل إلى جانب أنه يفاجئ أي حارس مرمى إلا أن لاعبي الأخضر نادراً يتخلون عن هذا السلاح الضروري في كرة القدم...
ـ أمام الأخضر 70 يوماً قبل المواجهة المقبلة وهي فترة كافية جداً لتصحيح الأخطاء خصوصاً أن الدوري سيبدأ وهذا يمنح اللاعبين لياقة بدنية إضافية بمعنى أن التجمع المقبل يجب أن يكون للتركيز على الجوانب التكتيكية ومعالجة الأخطاء..
ـ علينا أن نتخلى عن عاطفة النقد إيجاباً وسلباً...لا نبالغ في الفرحة ولا نقسو عند الخسارة...النقد العاطفي لا يمكن أن يقدم للمنتخب شيئاً...
من أمثلة النقد العاطفي...بعض الاستوديوهات التحليلية قالت بعد خسارة الإمارات أمام كوريا الشمالية إن سبب الخسارة ضعف اللياقة البدنية..وبعد تقدم الإمارات على المنتخب السعودي في الشوط الأول قالوا إن سبب التقدم ارتفاع مستوى اللياقة البدنية لدى المنتخب الإماراتي !
ـ هل يعقل أن ترتفع اللياقة خلال 3 أيام ؟ نعم ممكن فقط عندما يكون النقد عاطفياً وحسب نتيجة المباراة وليس حسب التقييم الفني...
ـ المنتخب السعودي ولكي يبقى في الصدارة يحتاج لنقد هادف ومنطقي متجرد من العاطفة وبعيد كل البعد عن ألوان الأندية ولاعبيها...