2008-08-26 | 06:00 مقالات

محترفونا والأزمات المالية

مشاركة الخبر      

نفرح كثيراً بالترابط الاجتماعي الذي يتمتع به المجتمع السعودي والمتمثل في تكاتف وتلاحم وفك أزمات المجتمع بعضه البعض..
ـ لكن لا يجب أن يكون ذلك التكاتف بمثابة حث على التقاعس أو اللامبالاة من البعض بمعنى أن يفهمه آخرون على أنه فك مضمون لأزماتهم التي قد يخوضونها نتيجة شعورهم بأنهم سيخرجون من تلك الأزمات طالما تمتع المجتمع بالألفة والمحبة والتكاتف..
ـ نبحث عن المحبة والتكاتف ونصفق لمن يتمتع بها لكن متى شعرنا أنها قد تساهم في دخول آخرين في أزمات بإرادتهم فلا يجب أن نرحب بذلك التكاتف..
ـ أتمنى ألا يفهمني البعض وكأنني أعين على عدم النصرة والتكاتف وفك الأزمات..إطلاقاً لا يمكن أن أفكر بهذه الطريقة.. أؤيد وأدعم بقوة كل من حاول فك أزمة أخيه بشرط أن يكون من دخل في الأزمة قد دخلها بسبب ظرف طارئ أو أمر خارج عن إرادته.. أما إذا كان قد دخلها بسبب اللامبالاة أو لضمانه حل أزمته من قبل أهل الخير فهنا يكون التكاتف سلبياً لأنه يبني في شخصية ذلك الشخص وغيره سلوكية الاعتماد على الغير..
ـ لاعبون دوليون أمثال عبد الله سليمان وعادل عبد الرحيم وآخرهم مضحي الدوسري مروا بأزمات خانقة وتفاعل الإعلام الرياضي مع أزماتهم بشكل إيجابي حتى ساهم أهل الخير بفك أزماتهم وإخراجهم منها..
ـ السؤال الذي يطرح هنا.. هل تورط هؤلاء اللاعبين بتلك الأزمات وخروجهم منها سيكون درساً لغيرهم أم أن ذلك سيدفع بغيرهم لخوض صفقات تجارية دون حساب معتمدين على فزعة أهل الخير؟!
ـ لاعبونا اليوم أو معظمهم باتوا محترفين يملكون الملايين (اللهم لا حسد) ووفرة السيولة المالية تدفعهم لاقتحام المجال التجاري دون خبرة أو حتى دراية أو استشارة فيتورطون ويبحثون عن المخرج لدى أهل الخير..
ـ الاحتراف ووفرة المال يجب أن تستثمر وتوظف إيجاباً من قبل محترفينا فمن يملك الدراية والخبرة يخوض المجال التجاري والاستثماري ومن لا يعرفه عليه بيوت الاستثمار أو المشورة الاستثمارية.. أيضاً ننتظر من محترفينا اقتطاع جزء بسيط من عقودهم وتوجيهها للتأمين تحسباً لأزمات المستقبل المجهول..
ـ الاحتراف يجب أن يصنع الفارق في حياة المحترف على كافة الأصعدة وليس فقط الكروية.. لا بد أن يلمس المحترف الفرق في حياته قبل وبعد الاحتراف.. حتى أسرة المحترف من المفترض أن تشعر بوجود الفرق في حياة عائلها بعد أن احترف وبات محترفاً في إدارته لشئونه الحياتية وليس فقط الرياضية..
ـ بهذا الفكر والأسلوب تتقلص الأزمات وتكون الألفة والمحبة عنواناً صحيحاً لمفهومها الحقيقي وليس فقط لحل الأزمات.