«الوحدة تخوّف»
سنوات طويلة وفريق الوحدة يعيش في سبات عميق ذاق فيها الأمرين، رغم أنه كان يعيش على كنز مدفون يتمثل في المواهب التي يصقلها ثم يصدرها مكرهًا للأندية الكبيرة، والإكراه هنا ليس بقوة النفوذ بل بقوة المال التي كانت تغري الطيور المهاجرة للرحيل في ظل عزوف أثرياء ووجهاء مكة عن الدعم، حتى بات الفريق صاحب المجد التليد والتاريخ “لدرجة أن محبيه يطلقون عليه لقب العميد ويصفونه بأنه أول نادٍ تأسس في المملكة، وهو الأمر الذي يعترض عليه الاتحاديون كثيرًا، وهو مثار جدل قد لا ينتهي أبدًا”، والجماهيرية ضمن أندية القاع وإن نهض وصعد لدوري الكبار ما يلبث أن يسقط مرة أخرى.
هذه الهجرة الجماعية لنجومه على مدى السنوات الماضية تزامن معها هجرة ثانية لجماهيره، فلم يبقَ معه سوى عاطي الموركي ومعه رهط قليل.
هذا العام صعدت الوحدة، رغم الظروف المالية الصعبة جدًا والديون المتراكمة والقضايا التي كانت ستحرمه من التسجيل، لولا الوقفة التاريخية لرئيس هيئة الرياضة معالي الوزير تركي آل الشيخ، الذي “تبنى” الوحدة وبدأ في خطوات متسارعة لإعادته لسابق عهده، فكلف ابن النادي خاتم خيمي برئاسته ورصد له ميزانية ضخمة، فأخذ يتجول بها في سوق الانتقالات المحلية والخارجية بزهو عظيم، وعلى الفور اتفق مع قائد الأخضر أسامة هوساوي، ومعه عدد من اللاعبين المميزين من أمثال عبد الله الزوري ووليد باخشوين وفيصل درويش وعبد الإله العمري، وهناك ثنائي أجنبي دولي هما التركي “أمري” والفنزويلي “أوتيرو”، والأخير يملك خاصية تنفيذ الضربات الحرة المباشرة ويصنف على أنه أحد أفضل المنفذين لها في العالم، وقبل كل ذلك تعاقد مع المدرب البرازيلي “كاريللي” الذي حقق لقب الدوري في بلاده قبل فترة قصيرة، علمًا بأن التعاقدات لم ولن تتوقف هنا حتى الآن، فقد بقي خمسة لاعبين أجانب، اثنان منهما على الأقل سيشاركان في كأس العالم القادمة، وأغلب الظن أن الأسماء القادمة من ينطقون بلغة الضاد.
كل هذه المعطيات تعطي دلالة بأن الوحدة ستعود لسابق عهدها كفريق منافس ومحقق للبطولات، وإضافة رقم جديد لعدد الفرق المنافسة على الألقاب حتى تتسع دائرة التنافس وهو الأمر “المخوف” للفرق الكبيرة وربما عشاقها.
الهاء الرابعة
رمضانُ يا مسكَ الشهورِ تعطرتْ
أيامُنا وازدانت الأنوارُ
أقبلتَ صبحًا يزدهي بجمالِهِ
فتفتحتْ وتبسمتْ أزهارُ
والصومُ يُهْدِي للنهارِ سلامَهُ
كالسُّحْبِ في طياتِها الأمطارُ