2018-06-05 | 21:18 تقارير

صلاح والأوروجواي.. عيد ويوم ميلاد

مشاركة الخبر      

صلاح الخير.. هكذا عمد كثيرون من عشاق نجم كرة القدم المصري محمد صلاح إلى الخلط بين تحية الصباح "صباح الخير"، ونجمهم المفضل محمد صلاح، للتعبير عن القيمة الكبيرة التي يحظى بهذا هذا النجم الخلوق وكذلك الإشارة لكثرة أعماله الخيرية.

وربما تتشابه بداية مسيرة صلاح الكروية، مع العديد من أبرز نجوم كرة القدم العالمية، والذين نشأوا في بيئة متواضعة وربما فقيرة للغاية في البرازيل والأرجنتين وعدة دول أفريقيا، ولكن القليل فقط من نجوم الكرة في العالم، قدموا لبلادهم من الأعمال الخيرية مثل ما قدمه صلاح وما زال يقدمه، ولهذا يرى كثيرون في مصر سواء من المشجعين، أو أبناء قريته أو حتى الإعلاميين، أن صلاح "الخير" هو المنافس الأقوى لذلك النجم الذي صال وجال في صفوف ليفربول الإنجليزي على مدار الموسم المنقضي، وفرض نفسه بين صفوة نجوم الكرة العالمية للدرجة التي جعلته في منافسة شرسة مع أبرز النجوم مثل الأرجنتيني ليونيل ميسي مهاجم برشلونة الإسباني والبرتغالي كريستيانو رونالدو مهاجم ريال مدريد الإسباني.

ورغم حياة النجومية التي يعيشها صلاح في مدينة ليفربول والأضواء المسلطة عليه في كل مكان يذهب إليه مع فريقه أو منتخب بلاده، لم ينس صلاح للحظة قريته الصغيرة "نجريج" وأهله وذويه والشعب المصري، ولم يغفل في أي وقت عن الدور الإنساني المفترض في النجوم من مختلف المجالات، ولهذا أصبح صلاح نجمًا كرويًا وسفيرًا لأعمال الخير ونموذجًا يحتذى به لدى الشباب، بل إنه أصبح حافزًا مؤثرًا في بعض المشروعات مثل مشروع محاربة الإدمان والقضاء على المخدرات.

ولا يختلف اثنان على موهبة ومهارة صلاح داخل المستطيل الأخضر، والتي وضعته على قمة هدافي الدوري الإنجليزي في الموسم المنقضي ومنحته جائزة أفضل لاعب في إنجلترا، كما شهد الموسم المنقضي نجاح صلاح في تحطيم العديد من الأرقام القياسية مع فريقه ليفربول ليطلق عليه البعض "قاهر الأرقام القياسية"، ولكن صلاح "الخير" ربما يتفوق على صلاح "النجم الكروي"، حيث يصعب حصر الأعمال الخيرية التي أقدم عليها صلاح في الفترة الماضية، والتي جعلت منه أسطورة حقيقية في زمن قياسي.

ويحتفل محمد صلاح حامد غالي بعيد ميلاده السادس والعشرين في نفس اليوم الذي يخوض فيه المنتخب المصري مباراته الأولى في بطولة كأس العالم 2018 في روسيا، حيث ولد النجم الشهير في 15 يونيو 1992 بقرية نجريج التابعة لمدينة بسيون في محافظة الغربية، إحدى محافظات الوجه البحري في مصر، ويتزامن ميلاد صلاح مع مباراة منتخب مصر مع منتخب أوروجواي في الجولة الأولى من مباريات المجموعة الأولى في الدور الأول من البطولة، كما تشير الحسابات الفلكية إلى أن هذا اليوم سيتزامن مع غرة شهر شوال وهو بداية عيد الفطر، ويأمل اللاعب أن تكتمل الفرحة بنتيجة إيجابية في مواجهة منتخب أوروجواي، لتكون نقطة انطلاق رائعة في بداية المشاركة الثالثة لمنتخب الفراعنة في بطولات كأس العالم وهي المشاركة الأولى للفريق في البطولة العالمية منذ 1990.

والتحق صلاح بنادي المقاولون العرب في القاهرة، وذلك في سن مبكرة وسطع في فرق الناشئين والشباب بالنادي حتى جرى تصعيده للفريق الأول، وبعد تألقه في صفوف الفريق من 2010 إلى 2012، شق صلاح طريقه إلى الاحتراف الأوروبي من بوابة بازل السويسري، الذي كان طريقه للاحتراف في تشيلسي الإنجليزي، ولكن اللاعب لم يحصل على الفرصة الكافية للسطوع مع الفريق تحت قيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، الذي لم يعطه الفرصة التي يستحقها، ليعير تشيلسي النجم المصري إلى فيورنتينا الإيطالي ثم روما الإيطالي، الذي عمد إلى شراء اللاعب بشكل نهائي، لكن العرض المغري من نادي ليفربول الإنجليزي كان أقوى من تمسك روما باللاعب.

ورغم انتقاله للعب في أوروبا منذ ست سنوات، ظل صلاح على علاقته الوثيقة بقرية "نجريج" وحرص على التواصل باستمرار مع أهالي القرية، وإلى جانب قضاء إجازاته في القرية والاحتفال مع أهلها بالمناسبات السعيدة، يحرص صلاح دائمًا على مساعدة أهالي القرية وتعاون مع ماهر شتية عمدة القرية في مد يد العون للأهالي، سواء بشكل فردي أو من خلال توفير خدمات متعددة وضرورية لأهالي القرية.

يقول شتية المدير العام السابق بمديرية الشباب والرياضة، إن موهبة صلاح ظهرت في سن مبكرة، موضحًا أن الاحتراف الخارجي كان حلمًا لصلاح، ولهذا لم يتردد في قبول عرض بازل للتعاقد معه، وأضاف شتية، في تصريحات إلى وكالة الأنباء الألمانية: "أهم ما يميز صلاح إلى جانب تفوقه في الملعب، هو خلقه العالي وبره بأسرته وعائلته وتواضعه مع الجميع، كما يتميز صلاح بحرصه الشديد على تأدية الفرائض وفي مقدمتها المواظبة على الصلاة في مواعيدها".

كما أكد غمري السعدنى، الذي كان مدربًا لصلاح في مركز شباب القرية، في تصريحات إعلامية: "موهبة صلاح ظهرت مبكرًا وبدأ اللاعب في لفت الأنظار منذ أن كان في الحادية عشر من عمره، ورغم عدم ضخامة بنيته الجسمانية، كانت موهبته في صناعة اللعب طاغية بشكل هائل، يستطيع صلاح التسديد من مسافات بعيدة".