«المعلم وصل»
هي صفقة للتاريخ تلك التي حضر فيها “خورخي جيسوس” للسعودية وللهلال تحديدًا، على اعتبار أنه أشهر وأكبر مدرب يحضر لدينا بسيرته الكبيرة التي تسبقه..
صحيح أنه سبق ومر من هنا مدربون كبار.. لمَ أصبحوا كذلك فيما بعد؟
ويبقى السؤال العريض: كيف حضر لدينا مدرب عتيد ذو تاريخ تليد ورأس عنيد، وهو الذي أمضى في الرياضة ما يقارب على نصف قرن إلا نيفا لم يخرج فيها من “برازيل أوروبا”، حيث أمضى فيها حياته الكروية لاعبًا ومدربًا ورفض كل الإغراءات المالية وغير المالية.
ثم يأتي السؤال الذي لا يقل أهمية لماذا حضر للهلال ولم يلتفت لعرض الريال والأخير حلم كل مدرب؟
هل للمال دور في ذلك؟ أم هل لأسلوب الجابر وقدرته التفاوضية، خصوصًا أنه يستطيع مخاطبة الداهية بلغته الأم دون مترجم ووسيط؟
جيسوس في الأخير وافق على الحضور للهلال، وأمر نجاحه من فشله مرتبط بعوامل أخرى لعل أهمها “تفاعل اللاعبين” معه؛ فهو صاحب شخصية صارمة وانضباطية عالية يفرضها على اللاعبين وتظهر عليهم في الملاعب، حيث يعتمد على أسلوب اللعب الضاغط “العالي والخفيف”، وتقدم الفرق التي يشرف عليها مستويات ممتعة ومبهرة تجذب المحايدين قبل العشاق، وقد حقق خلال مسيرته كل البطولات التي شارك بها عدا الدوري الأوروبي، رغم أنه خسره مع “بنفيكا” المسيرة الأفضل له تدريبيًّا، حينما خسر نهائيين متتاليين وترتبط الخسارتان مع حادثة تاريخية معني بها النادي لا المدرب، حيث يقال بأن بنفيكا حلت عليه “لعنة جوتمان” وهو مدرب مجري حقق مع بنفيكا البطولة القارية في بداية الستينيات الميلادية، لكن الإدارة آنذاك لم تعطه مكافأة البطولة كاملة فاستقال فجأة وصرح لوسائل الإعلام العالمية بأن بنفيكا لن يحقق بطولة أوروبية لمدة مئة عام.
ومن عام 1962م إلى 2018 وصل للنهائي ثماني مرات خسرها جميعًا شاهدت منها نهائيين مع جيسوس عامي 2013 و 2014، خاصة الأول ضد تشيلسي الإنجليزي، حيث قدم مستوى خرافيًّا وكان الأجدر بالفوز لولا هدف “جحفلي” من البلوز، وأغلب من شاهد اللقاء تعاطف مع الفريق البرتغالي..
عمومًا بعيدًا عن “لعنة جوتمان” ودور الحظ في جلب الانتصارات والبطولات، يبقى دور الهلاليين جميعًا في دعم المدرب لتحقيق طموحاتهم.
الهاء الرابعة
كشفني وجهي الشاحب وصوت يمر بالحنجور
هتك ستر الحنين اللي يزيد لحُبي السامي
فقدته كني المفقود بـ غيابه.. بـ غير حضور
ما عادت تملي عيون الدروب إن مرت أقدامي