جبنا العيد

يقول الحكماء: "للنجاح ألف أب وللفشل أب واحد"، كناية عن تزاحم الراغبين في نسب الفضل لهم عند تحقيق النجاحات في العمل أو الأرباح في التجارة أو الفوز في الرياضة، بينما في حال الفشل الخسارة والهزيمة يتهرب الغالبية من المسؤولية ويبحثون عن كبش فداء، حتى ينبري قائد شجاع ويقول "أنا لها" ويتحمل المسؤولية نيابة عن غيره، مثلما فعل "معالي المستشار" بعد الهزيمة الثقيلة لمنتخبنا رغم أننا شركاء بالمسؤولية ولذلك كتبت "جبنا العيد".

نعم ـ أيها الأحبة ـ فنحن جميعاً شركاء في المسؤولية ومساحة المقال لا تكفي لتفنيد المسؤوليات؛ ولذلك أكتفي بالكتابة عن مسؤوليتنا في التعامل مع "التاريخ"، إما بالركون إليه أو بتجاهل دروسه، ولعلي أبدأ بنفسي فقد كنت أول من تمنى وتوقع أن يقع منتخبنا في مجموعة المستضيف ليلعب معه مباراة الافتتاح معتمداً على "التاريخ" الذي يقول بأن مباريات الافتتاح تنتهي بالتعادل أو الفوز بفارق هدف، ولكن للتاريخ استثناءات وفي الاستثناء "جبنا العيد".

كما أهمل الغالبية دروس "التاريخ" التي تقول إن المباريات الودية ليست مقياساً للحكم على ما ستؤول له المباريات الرسمية، فقد خسر منتخبنا من "اليونان" بخماسية قبيل كأس العالم 94 وكانت لقاحاً نافعاً أفاق بعده النجوم فكانت أفضل مشاركة، بينما فاز منتخبنا 3ـ2 على "أوروجواي والسنغال" قبل كأس العالم 2002 فزادت جرعة التفاؤل وكانت 8 "ألمانيا"، وحين لعب منتخبنا مباراته الوديّة الأخيرة ضد بطل العالم وقدم مستوى رائعًا وخسر بفارق هدف وحرمه الحكم من ضربة جزاء بالرمق الأخير كررنا خطأ 2002 ولذلك "جبنا العيد".

تغريدة tweet:
وقعت الواقعة وخسرنا بخماسية ربما يتذكرها التاريخ بأنها الصدمة الأهم في تاريخ الكرة السعودية، يتحدد ذلك بحسب ردود الفعل المستقبلية والخطط الاستراتيجية المترتبة عليها، فإن بدأ العمل من القاعدة بأكاديميات ودوري مدارس ومعسكرات تدريبية خارجية للصغار وفق خطط قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى، فإن المستقبل سيشرق بأجيال تعيد الرياضة السعودية لقمّة الهرم، ولعلنا نستنسخ التجربة الألمانية لإعداد كأس العالم 2030، حيث التقيت بالمسؤول عن ذلك الملف في مؤتمر دبي الرياضي قبل عامين، وكان يؤكد أنه يعمل على قاعدة بيانات فيها 25 ألف طفل بين سن الرابعة والثانية عشرة، سيكون نخبة نخبتهم 25 نجماً يحققون كأس العالم 2030، وعلى منصات التخطيط نلتقي،،