تسييس الرياضة
عمدت شبكة beIN "الرياضية" قبل عام إلى عرض أحاديث لنجوم الرياضة مثل "شافي" الإسباني الذي يلعب لنادي "السد"، مطالبًا بفك ما أسماه "حصار قطر"، مع العلم أن الجميع يعلم أنها "مقاطعة" لدفع الضرر تنتهي بانتهاء أسبابه، وكتبت حينها بأن الشبكة التلفزيونية ترتكب خطأ جسيماً بإقحام "السياسة" في "الرياضة"، وحذرّت بأن الشبكة ستكون المتضرر الأكبر لأن المتلقي الذي اشترك لمشاهدة المباريات لن يقبل "تسييس الرياضة".
وأعترف بأنني لست متابعًا جيدًا للاستديوهات التحليلية ولا البرامج المصاحبة ولا الفواصل الإعلانية والترويجية، بل أكتفي بمشاهدة المباريات واختار في الغالب المعلق الإنجليزي بعد أن لحق فهد العتيبي بفارس عوض، وهما أفضل من يعلق على المباريات العالمية، ولكنني في زمن وسائل التواصل الاجتماعي شاهدت مقاطع مؤلمة ومؤذية لمعلقين ومقدمين ومحللين يتحدثون بنبرة حقد وتشفٍّ تثير الكراهية بين الشعوب في أبشع صور "تسييس الرياضة".
لم أكن أتوقع أن يأتي اليوم الذي أسمع فيه ما سمعت من "الخلصي" ورفاقه الذين تحدثوا بلغة لا تتعلق بالرياضة ولا بمباراة الافتتاح، بل كانت إسقاطات على الرموز والسياسات السعودية التي لم تكن القنوات الرياضية مكانًا لها، وتوقعت حينها إيقاف كل من تجاوز الخطوط الحمراء ومنعهم من الظهور في تغطيات "كأس العالم" التي ترفض "تسييس الرياضة".
لكنني فوجئت باستمرارهم دون وجود رادع يؤكد الندم على الأخطاء الجسيمة التي تعد خرقًا واضحًا لأهم الأعراف الرياضية والإعلامية، فقد تبادل بعض عرب إفريقيا في الشبكة الإسقاط بشكل يفضح أحقادهم على المنتخب الذي تأهل لكأس العالم خمس مرات وحقق بطولة القارة ثلاث مرات ووصافتها بذات العدد، بينما عجزت منتخبات بلادهم عن تحقيق نصف هذه الإنجازات، فكانت خسارة الافتتاح فرصة "تسييس الرياضة".
تغريدة tweet:
"في #كأس_العالم_روسيا_2018 انتهكت @beINSPORTS_MENA قوانين وأعراف وتقاليد الرياضة بإقحام السياسة ونشر الكراهية وإثارة الأحقاد عبر بعض محلليها ومعلقيها؛ ولذلك شاركت في #عريضة_رياضة_بلا_سياسة عبر رابط sports4everyone.org وأتمنى أن يشارك الجميع فيه"، تلك كانت تغريدتي، وقد وصلني إيميل من الاتحاد الدولي "فيفا" يؤكد استلام مشاركتي في "العريضة"، وأنه استقبل عشرات الآلاف من الرسائل المماثلة التي يؤكد مرسلوها رفضهم التام لإقحام السياسة في الرياضة التي عرفناها منصة لتقارب الشعوب، ونرفض أن تكون مصدرًا لنشر الكراهية والبغضاء والأحقاد، وعلى منصات الرياضة النقيّة نلتقي،