2018-06-26 | 23:55 مقالات

الثواني الأخيرة

مشاركة الخبر      

لا أتذكر مونديال عالمي سجلت فيه أهداف قاتلة مثل هذا المونديال؛ فمصر والمغرب خسرا مباراتهما الأولى في الوقت القاتل ورونالدو سجل هدف التعادل ضد إسبانيا من ركلة حرة مباشرة، قد تكون أروع كرة ثابتة بالمونديال، كل هذا يحدث ونحن في دور المجموعات؛ فكيف سيكون الحال في مرحلة خروج المغلوب حين تتضاعف أهمية أهداف "الثواني الأخيرة".

لعل أهم الأهداف من وجهة نظر "سعودية" هو هدف "سالم الدوسري" في مرمى الأشقاء مصر، وتحديداً في شباك أكبر لاعب في تاريخ كأس العالم "عصام الحضري"، حيث إن هذا الهدف حقق نقلة كبيرة في التعاطي مع الشأن الرياضي ومعدل الرضا عن منتخبنا الوطني، لأنه أكد تصاعد المستوى من مباراة لأخرى بعد خماسية "روسيا" التي تحدثنا عن مسؤولية الجميع فيها، تطوّر الأداء أمام "أوروجواي" وخسرنا بخطأ واحد في مباراة متكافئة، لتأتي مباراة مصر التي أبدعنا في شوطها الثاني وتوجنا الإبداع بهدف "الثواني الأخيرة".

للتعرف على أهمية هذا الهدف أغمضوا أعينكم وتخيلوا أن المباراة انتهت بالتعادل وعاد منتخبنا بنقطة واحدة متذيلاً ترتيب مجموعته، سيتغيّر المشهد بالكامل وسيتبدل الطرح الإعلامي والتعاطي في وسائل التواصل الاجتماعي وسيختلف معدل الرضا عن أداء المنتخب واتحاد كرة القدم، تلك هي كرة القدم وهذه أسرارها الجميلة التي تمنحك الفرح في ثوان مثلما أحزنت الأشقاء المصريين في نفس الوقت بسبب هدف "الثواني الأخيرة".

تغريدة tweet:
وكان للثواني الأخيرة تأثير أكبر في مباراتي المساء من نفس اليوم؛ فقد كانت إسبانيا متأخرة بهدفين لهدف أمام المنتخب المغربي الشقيق، وكانت البرتغال متقدمة بهدف على إيران وبهذه النتائج تتأهل البرتغال أولاً لتقابل الأضعف روسيا وتصطدم إسبانيا بالأوروجواي القوي جداً، ولكن تقنية الفيديو مساعد الحكم VAR تدخلت في "الثواني الأخيرة" لتحتسب لإسبانيا هدفاً ألغاه الحكم بداعي التسلل، ولكن VAR أثبتت صحة الهدف، بينما أسوأ حكم في المونديال حتى الآن من "باراجواي" اتخذ عدداً من القرارات المربكة في مباراة البرتغال وإيران كان أهمها وأكثرها ضرراً احتساب ضربة جزاء غير صحيحة في "الثواني الأخيرة" بداعي لمس الكرة بيد المدافع البرتغالي الذي لم يكن متعمداً، والمسافة بينه وبين الكرة قصيرة جداً، ولكن هذا الخطأ بدّل ترتيب المجموعة لتلتقي البرتغال بالأوروجواي وإسبانيا بروسيا وعلى منصات الثواني الأخيرة نلتقي.