هلال خريف صلالة
خلال الخمسة أيام الماضية انقطعت عن الساحة بقضها وقضيضها بصخبها وهدوئها، لكنه انقطاع جزئي؛ فأحيانًا يعتريني الشوق لمعرفة آخر الأخبار مستمتعًا بخريف صلالة الذي بدأ قبل أوانه إثر هجوم إعصار هائل قبل شهر ونيّف عليها فسالت الأودية وتفجرت العيون التي لم تذرف دموعها الجوفية من سنوات.
وتراقصت الشلالات من أعالي الجبال على الجداول الراكدة؛ فأكنها وكأنه "مثل نهر فززته حجرة" واكتست الأرض والجبال باللون الأخضر..
كالعادة يظل الهلال هو الثابت حتى في السكون؛ فرغم حراك الأندية المنافسة وتعاقداتها الأجنبية وصراعات التفاوض وحراكه المتقلب، وهو الذي لم "يتحرك" حتى الآن سوى بالداهية "خيسوس"، وبالفتى الكتالوني ومازالت أموره معلقة؛ فلم يغادر أحد ولم يصل لمطار تعاقداته أي طائر جديد، ولكنه ظل حاضرًا في البرامج والمكاتب والصفحات؛ فالدوري أعيدت بعض مراحله والمصيبة أن يكون تغييره بناء على "عويل أصفر" يترصد للهلال في كل مرصد، ويرى أن ظلمه عدالة واستفادته حتى إن تساوت معه أطراف أخرى "جريمة لا تغتفر"، وهي حالة عامة يستوي فيها الغالبية، والمصيبة أن يدخل المسؤول ويتأثر بهذا العويل، ثم لاحظت اعتراضًا "سعوديًّا" على اختيار سلمان الفرج لاعب المنتخب السعودي على اختياره من قبل الاتحاد الآسيوي كأفضل لاعب آسيوي شارك في المونديال، وليس هناك سبب مقنع للاعتراض، خصوصًا أنه قد قدم مستويات رائعة ودخل في منافسة شرسة مع لاعبين عالميين كبار في دقة التمرير وصناعة الفرص، والسبب الوحيد لهذا الاعتراض كونه لاعبًا هلاليًّا، والغريب أن المعترضين وقعوا بين نارين إما الإقرار بجماهيرية الزعيم على مستوى القارة أو الاعتراف بنجومية لاعب هلالي؛ ولأن الشيء بالشيء يذكر، اكتشفت من خلال أحاديث سمر مع كثير من الأشقاء في دولة عمان الشقيقة أن الهلال هو النادي الأكثر جماهيرية في "السلطنة"، حتى إن أحد الأحبة علق بعدها مترنمًا: "الهلال في السلطنة أحلى سلطنة"؛ ولأن الروايات تأخذ طابع المصداقية بكثرة رواتها العدول، فإن هناك شبه إجماع على جماهيرية الهلال في عمان قاطبة وفي محافظة ظفار تحديدًا..
الهاء الرابعة
الناس لولا الناس ما تعرف الطيب
والطيب لولا الناس ما قد عرفناه
بعض الأوادم جاهله في المواجيب
والبعض الآخر يجذبك طيب مجناه