أهم شيء ميسي طلع
الكثيرون سيصطفون بجانب كرواتيا ضد فرنسا في الصراع الكبير على البطولة الكبيرة.. الأسباب بالطبع كثيرة، لكن يأتي على رأسها، وفي طليعتها كون الكروات مفاجأة البطولة المونديالية وحصانها الأسود، ثم حالة التعاطف الواسعة مع المدرب زلاتكو الذي تحلى بالثقة والهدوء والتواضع، واحترام الخصوم، وعلاقته القريبة باللاعبين..
السبب الثالث إنصاف القائد مودريتش الذي تُطلق عليه الصحافة الكرواتية لقب الجنرال.. أنهكتها وعاركتها وصنعتها الحروب.. فمن البديهي والطبيعي أن يلقِّبوا أفضل لاعبيهم برتبة عسكرية عالية.. وللأمانة فمودريتش يستحق أن يكون جنرالًا، يقود كتيبة من المقاتلين الأشاوس.. هناك بالطبع أسباب أخرى، كون فرنسا تعد من دول العالم المتقدمة، وذات التاريخ الاستعماري الطويل، وسبق لها أن ذاقت طعم الفوز بكأس العالم، وهذا ما يجعل القلوب تميل إلى الضفة الأخرى التي سيسكنها زلاتكو ولاعبوه.. بالنسبة إليَّ سأشجع كرواتيا، كما تفعل الناس، لكن إذا فازت فرنسا فسأشعر أيضًا بشيء من الراحة، فلن أنسى أبدًا أن “الديوك” يحملون فضلًا كبيرًا على نفسي ومشاعري، ولست قليلَ أصلٍ، ولله الحمد، حتى أنسى، أو أتناسى، أو أتجاهل صاحب معروف وصنيع طيب.. فالفرنسيون أزاحوا ميسي، وهذا كان همِّي القديم وحلمي القديم.. حينما بدأت عجلة المونديال في الدوران، ما كان عندي هدف سوى أن يواصل الفتى الأرجنتيني الداهية الموهوب ليونيل ميسي إخفاقه في اعتلاء عرش كرة القدم في العالم.. كنت أريده فقط أن يبقى في معزلٍ عن أهم إنجازٍ، يقرِّب المسافة مع صانع الكرة الحقيقي دييجو أرماندو مارادونا، وهذا ما تحقَّق بالفعل، ولله الحمد والمنَّة.. وما كان هذا ليحدث لولا براعة الكاميروني مبابي ورفاقه من ذوي الأصول المختلفة في خارطة المنتخب الأزرق، ولهذا فقط حينما أرى باريس تحتفل بالإنجاز التاريخي للمرة الثانية، سأشعر بالفخر كون هؤلاء الفتية الذين رفعوا الكأس هم ذاتهم الذين ملأوا وقتي سعادة وبهجة و”ريَّحوني” من ميسي.. أعرف أن الوصول إلى مارادونا صعب ومستحيل، لكنني أريد أن تبقى هذه الهوَّة قائمة لمصلحة صاحبنا حتى يرث الله الأرض ومَن عليها.. أتمنَّاها كرواتية ليحتفل مودريتش، فهو يستحق لأنه الأفضل كما يقولون، وإذا صارت فرنسية فهذا لن يغيِّر من الأمر الشيء الكثير.