جدول صيح وطيح
قبل شهر من الآن تقريبا، أصدر اتحاد القدم جدول الدوري لهذا الموسم، الذي يعمل الكل على أن يكون أقوى دوري في تاريخ المسابقات السعودية، وجاء الإصدار متزامناً مع آخر استعدادات المنتخب لخوض غمار كأس العالم، ومع ذلك ضجت الساحة ببكائيات لم تراع وضع المنتخب ولا حساسية الفترة.
ومع أن من أشرف على وضع الجدولة "شركة عالمية تستخدم التقنية"، إلا أن أصوات النشاز من كارهي الهلال كثر ضجيجها بسبب أن الهلال يخوض خمس مباريات متتالية على أرضه على اعتبار أن في ذلك فائدة له وإضرار ببقية المنافسين، إلى هنا والأمور منطقية استنادا على مواقفهم التاريخية ضد الهلال حتى وإن كان خصومه أجانب بل وفي بعض الأحوال أعداء.
لكن غير الطبيعي أن يستجيب المسؤول ويتحرك اتحاد القدم ممثلا بلجنة المسابقات والتي يرأسها عبد الإله مؤمنة "شاهدت له تغريدات لو ثبت بأنها صحيحة فهي كارثة نظراً لكمية الإساءة للهلال".
بالفعل تحركت الآلة الرسمية بعد أن أدت الآلة الإعلامية "الموجهة" دورها وتم تعديل الجدول وفق ما يشتهيه "خصوم الهلال"، ولم يخطر ببال المغيّر بأن اللقاءات الخمسة المتتالية رغم أنها قد تفصل بمباريات خارجية أو توقفات والتي اعتبرها مفيدة للزعيم هي مشابهة بالتضاد مع أن يلعب ثماني مباريات في العصر، وقد ثبت علمياً أن اللعب تحت أشعة الشمس يستنزف لياقة أكثر من اللعب تحت الأضواء الكاشفة والتي سينعم باللعب تحتها بقية المنافسين، خاصة "المتباكين"، بل إن "النصر" سيلعب أربع مباريات متتالية على أرضه وياليت شعري كيف اعتبرت عند الهلال محاباة وتم تجاهلها تماما وكأن شيئا لم يكن، فلم يتحرك الإعلام ولم يستجب المسؤول خاصة صاحب الآراء والتغريدات المستفزة.
هذه الحادثة تثير عند كثير من العقلاء الشكوك بوجود دوري قوي كما يتم التخطيط له من قبل القيادة الرياضية العليا، فعندما يصبح اتحاد القدم ضعيفاً أمام مطالبات الآخرين، وأن يكون بمثابة "الصدى" للبكائيات فإن كل رغبة للتطوير ستتعطل إذا كانت الساحة مسيرة وليست مخيرة.
الهاء الرابعة
عز الله إن الوقت ماهو بمضمون
فيه الخطورة من جميع النواحي
تبطي عن الصاحي وتلقاه مجنون
وتبطي عن المجنون تلقاه صاحي