2018-07-19 | 22:59 مقالات

إنها الألقاب المجانية

مشاركة الخبر      

الألقاب من صناعتنا الفاخرة نحن بني العرب ونحن بني العالم الثالث.. وكل ناجح وكل مشهور نزين أعناقهم بسيل من الألقاب التي نظن أنها وحدها التي تكمل المشهد الإبداعي.. استعرضوا منتخبات العرب والمنتخبات الإفريقية بألقابها التي توحي بالقوة والتحدي والبذل والنجاح..
هي أحيانًا كثيرة لا تعدو كونها مثل أغنية عبر أثير لا يبث إلا في أوقات النوم.. هناك على الضفة المقابلة تأتي منتخبات أوروبا وأمريكا الجنوبية الضاربة في أعماق التاريخ الكروي إنجازات وعطاء ونجوما، تخرج ألقابها خجولة وهادئة وبالكاد يمكن التعاطي معها.. البرازيل التي يتعلق على صدور لاعبيها خمس نجمات لامعات بتحقيق عددها من الاعتلاءات المونديالية تلقب بالسيلسياو، وهذه الكلمة تعني المنتخب باللغة البرتغالية.. وفي ذات السياق هناك ألمانيا التي تنتهج الأداء الجاد والقوي في كافة أوقات المباريات بما فيها الودية، ولها كلمة مسموعة على مستوى العالم الكروي وانتزعت لقب كأس العالم أربع مرات تلقب بالمانشافت، والكلمة تعني المنتخب باللغة الألمانية.. أي أن الناس هناك تنادي البرازيل وألمانيا بالمنتخب فقط دون أي إضافات وزيادات.. إيطاليا لقبها الآزوري وتعني اللون الأزرق، والطليان هم أيضًا لهم نصيب من المجد العالمي والأوروبي.. أما الأرجنتين التي أهدت الكرة الأرضية لاعبًا مثل مارادونا ثم حبلت وأنجبت نجمًا أسطوريًّا مثل ميسي فمنتخبها يلقب بالبيسيليستي وهذا يعني اندماج الألوان الأبيض والأزرق السماوي أي هو إشارة للون فقط.. أما المنتخب الفرنسي آخر المتوجين بالكأس ولقب المونديال فاللقب هو "لي يلو"، وهذا يعني اللون الأزرق باللغة الفرنسية، أما الديك فهو رمز غير رسمي في فرنسا وهو نسبة للديك الجاليكي منذ العصور الرومانية القديمة، وهناك بالطبع مجسم صغير لديك جاليكي معلق على بوابة حديقة قصر الإليزيه الجمهوري الرئاسي في باريس.. والديك له رمزية روحية مقدسة عند الرومان وشعبية الديك الجاليكي خفت وتراجعت في العصور الوسطى ثم عادت مع الثورة الفرنسية عام 1789، وكان الديك متسللًا في تفاصيل حياة الفرنسيين لدرجة وجوده على عملة الـ20 فرنك الذهبية بين عامي "1899 ـ 1914".. وأخيرًا نتذكر أن بنما صاحبة النتائج الأسوأ في روسيا.. خسرت حتى من تونس وتلقت سداسية من الإنجليز وحينما عاد المنتخب البنمي إلى بلاده استقبلوهم استقبال الأبطال.. هذا المنتخب الذي وصل إلى النهائيات بطريقة يمكن أن توصف بالعجيبة يلقب بالموج الأحمر.. وهكذا هي المنتخبات.. يفوز بعضها بأفضل الألقاب.. ويفوز بعضها بأهم البطولات.. إنها الألقاب المجانية التي توزع بلا حساب.. وفي الأخير.. الديك يضيف البيضة الثانية.. أو النجمة الثانية..!!