راموس الجزار
قبل سنوات ليست بالبعيدة ولا بالقريبة بين البين نجح الهلال في استقطاب مدافع برازيلي متمكن أظهر إمكانات عالية، ووقف سدًا منيعًا في الدفاع عن المرمى الأزرق بقدراته الفردية والتنظيمية وبروحه العالية ومستواه الثابت رغم بدايته المتعثرة.
حيث سجل هدفًا في مرمى فريقه في أول أو ثاني لقاء يخوضه معه حتى سارع المتعجلون في وصفه بـ “مطاريس” تحويرًا لاسمه الحقيقي، وما هي إلا مباريات قليلة ويبدأ في التأقلم النفسي مع البيئة الجديدة والفريق الجديد ويتألق بصورة كبيرة، لكن هذا التألق لم يشفع له فشنت عليه حرب طاحنة يقودها الإعلام المضاد بجميع أطيافه حتى ألصق به وصف “تفاريس الجزار”، ولأن حكامنا يتأثرون بالحملات الإدارية والإعلامية والجماهيرية حتى أصبح تحت مجهر مراقبتهم الدقيق، فنال البطاقات بلونيها على أضعف الاحتكاكات حتى غادر دورينا، وحين عودته مرة أخرى لفريق غير الهلال اختفت الحرب السابقة وضعفت المراقبة الدقيقة فنال الإشادات، رغم أنه لم يظهر بمستواه السابق واستبدل أولئك مسمى “الجزار” بالمدافع الخبير والسد العالي وغيرها.
هذا “السيناريو” تكرر أيضًا مع الروماني المحبوب “رادوي”، الذي أجبر على المغادرة بعد أن تجاوزت الحرب عليه حدود المنطق وأقحمت جهات دينية رسمية في الصراع الكروي.
الآن أشاهد المشهد نفسه تقريبًا حول مدافع النصر الجديد البيروفي “راموس”، الذي بدأ في إشعال فتيل التركيز عليه مبكرًا هو المركز الإعلامي بالنادي الذي أظهر السجل الخاص باللاعب في مسيرته السابقة واستعرض حصوله على تسع وتسعين بطاقة صفراء، وعدد لا بأس به من شقيقتها الكبرى في تعامل ليس له مبرر؛ ما جعل أحد المواقع يصفه بـ “الجزار” بناءً على تقارير إعلامية دولية سبق أن وصفته بهذا الوصف وكانت ردة الفعل الصفراء غاضبة، ومما زاد في حدة الغضب الإشادة التي تلقاها مدافع الهلال الجديد الإسباني “بوتيا” من الموقع الرياضي ذاته حين وصفه بالمدافع “الهداف”.
باختصار ما تم استباحته سابقًا واعتباره عملاً مهنيًا يتم انتقاده حاليًا، وفي الحالتين والتناقض والتضاد بينهما قولاً وعملاً “ميول” والميول يشمل عدم “الاعتدال”.
الهاء الرابعة
نـاس على زلـة الأجــواد ستارة
لـو تنشد الـناس عنهـا ما تبينها
ونـاس على زلـة الأجـواد عـيارة
تحب يدري بها اللي ما درى عنها