حارس
على الطلب
ظلت حراسة المرمى خطًا أحمر لسنوات طويلة في عالم الاحتراف السعودي وكأنها خانة خاصة لا تتشابه مع بقية خانات الفرق الكروية، وكانت لقرارات اتحادات القدم المتعاقبة في اعتبارها محظورًا يعتبر الاقتراب منه تجاوزًا خطيرًا دون معرفة الأسباب.
وهي ظاهرة ذكرتني بقصة قصيرة من الأدب الإسباني، وباختصار تدور رحاها في قاعدة عسكرية هناك يوجد بها كرسي في ساحة عامة من القاعدة يحرسه شرطي على مدار الساعة، وظلت القاعدة تصنف هذا الإجراء على أنه بروتوكول عسكري دون أن يسأل أحد لماذا هذا الإجراء ولماذا هذا الكرسي تحديدًا.
في يوم من الأيام حضر ضابط جديد للتو تخرج في الكلية العسكرية، ولفت نظره هذا الكرسي والمناوبة على حراسته وبشغف الشباب والرغبة في المعرفة قام برحلة بحث وتقصي دون أن يجد الجواب الشافي، فالغالبية يجيبه بالتالي "هو إجراء حضرنا ووجدناه واستمرينا على تنفيذه"، فتفرغ الضابط الشاب للبحث في الأرشيف وبعد رحلة بحث مضنية وجد السر الغامض، فقبل خمسة وعشرين عامًا قامت الصيانة بإعادة طلاء الكرسي وخوفًا من أن يجلس عليه أحد ويتسخ بالطلاء أمر الضابط المناوب جنديًّا بمراقبة الكرسي وتحذير المارة، لكن الضابط المستلم بعده واصل الإجراء نفسه، واستمرت القصة رغم أن الطلاء جف وبات الكرسي صالحًا للاستخدام الآدمي.
هذه القصة تشبه تمامًا قرار منع استقطاب حراس مرمى في السعودية، فسبب المنع على ما أعتقد كان وقتيًا، لكن بقية المسؤولين استمروا على المنع دون دراسة مستفيضة.
فإن كان السبب قتل المواهب الشابة فإن ذلك لم ينتج عنه ظهور لهذه المواهب، ومنذ الظاهرة محمد الدعيع والكرة السعودية تعاني من شح في الحراسة، وهذا المبرر إن صح فهو ينطبق على بقية الخانات، بدليل أن الأندية باتت تستقطب المهاجمين وصناع اللعب، فاختفت المواهب السعودية في هاتين الخانتين وهما خانتان نفسيتان ومهمتان أكثر من الحراسة، وظهور حارس واحد كالدعيع أو بوفون عالميًّا كفيل بحل المشاكل بعكس بقية المراكز.
الغريب أن كثيرًا من الإعلاميين كان مؤيدًا لقرار المنع دون أن يمارس مهنيته، وأخشى ما أخشاه أن تكون لـ "الميول" دور كبير في ذلك.
الهاء الرابعة
أنا منصدم في معظم أصحابي الغالين
ولا عاد باقي شيء أبنيه وأهدمه
منول بغيت أعطيهم عيوني الثنتين
أقول أبشروبي كل ما احتجتوا لـخدمة
وهالحين أبي درب السلامة ولا أدري وين تركت السريع وعارضوني مع الخدمة.