دوري محمد بن سلمان.. بالاسم اكتمل
تتزين الأشياء بأسمائها.. وما الاسم إلا دلالة على الفعل والفاعلية والمفعولية.. من هنا قد يتضح ولو من أفق بعيد ما نريد الوصول إليه بعد ليلة البارحة..
ما كان حدثاً عابراً، ولا يمكن أن يكون، وما كان قراراً مؤثراً فحسب، لأن الحدث ارتبط بتلك الأفعال التي غيّرت المشهد الكروي السعودي من فوضوية غارقة بالديون والقضايا وكل أسباب التراجع مجتمعة متماسكة للأسف كالبنيان المرصوص.. قبيل أشهر قليلة كان واقع الأندية السعودية مزعجاً مهتزاً كأرض يباس ضربها زلزال لا يرحم.. ديون طائلة وقضايا معقدة جعلت من الضباب والسراب والمستقبل المجهول المرعب عنواناً عريضاً يكسو مقرات الأندية.. الأسباب عديدة وكثيرة ومتشعبة وتحتاج إلى سرد وقائع مضنية، وفتح ملفات مغلقة والخوض في دهاليز تبدو الإضاءة على جنباتها معدومة.. استحوذ الحديث عن الديون المتراكمة جل ومعظم طاقات المتكلمين في كافة وسائل الإعلام التقليدي منها والجديد.. تارة يضعون سوء الإدارة في الأندية سبباً.. تارة أخرى يجعلون من الهدر وسوء الإنفاق المالي سبباً.. وتارة ثالثة يقولون إن الأندية تدار بعقليات غير محترفة.. هذا وأسباب أخرى لا يهم الآن الغوص في تفاصيلها جعل من تلك الديون حكاية من لا حكاية له.. جاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وبقرار تاريخي لا يُنسى وتصدى لكل تلك المشاكل والأزمة الأكبر والأضخم في تاريخ الأندية السعودية وتكفل بالسداد.. تلك يد بيضاء حانية لن ينسى الرياضيون والأندية ومنسوبوها وعشاقها وجماهيرها صنيعها الذي أزال غمامة سوداء لا شيء يوحي بانقشاعها لكن محمد وحده فعلها.. "أطال الله عمره".
بالأمس تابع السعوديون حفل تدشين الدوري بأنديته الستة عشر قبل يومين فقط من انطلاقة المسابقة الأقوى في الشرق الأوسط بلغة الأرقام والأسماء.. باتصال هاتفي دوى في قاعة الحفل، ثم دوى في قلوب وأسماع السعوديين، أعلن فيه رئيس هيئة الرياضة المستشار تركي آل الشيخ إطلاق مسمى "دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين" على الدوري.. التذكير بالفعل والفاعلية.. ليس الاسم رسالة حب وشكر وعرفان وحسب.. إنه إضافة ليكون دوري الكرة السعودية الأقوى بكل شيء.. باللاعبين والأندية والأرقام المليونية والقيمة السوقية.. كل هذا العمل الجبار ظل ينقصه فقط اسم يزينه ويزيده توهجاً ورفعة وعلواً.. وقد كان.. ومن غير محمد بن سلمان يزيد ويزين باسمه كل الأشياء.. أصبح دوري محمد بن سلمان مفخرة سعودية لأسباب متعددة، بات أولها وأهمها وعلى سقفها أنه الدوري الذي يحمل اسماً أحبه السعوديون حباً جماً، وهم يتابعون همته وطموحه الذي ربطه بعنان السماء.. الدوري السعودي الآن تغير.. صار لزاماً عليه هو أيضاً أن يقتفي الأثر ولا يكون طموحه أقل ولو بقدر أنملة عن عنان السماء.. ذاك العنوان الذي أطلقه محمد بن سلمان ليكون شعاراً سعودياً يحفز ويدفع ويشحذ الهمم.. دوري محمد بن سلمان للمحترفين.. الموعد.. عنان السماء!!