«الفكّ المفترس»
من أصعب الأفكار التي دارت في ذهني خلال اليومين الماضيين ولم أجد لها تفسيرًا منطقيًّا “لماذا انتقص رئيس النصر من تيفو الهلال؟”
هل كان يعي خطورة الإسقاط بمفردة “الروج”، وأن لها دلالات ليست حسنة وقد تتلقفها التأويلات في ساحة “تستقبح الحسن”، فكيف وهي “تستحسن القبيح”.
ثم ما لدافع لما فعل؟ خصوصًا أن فريقه منتصر في الجولة الأولى وبهدف جحفلة يزيد من فرح الانتصار.
ومع ذلك خرج بتغريدة خارجة عن نص القانون وروحه، والغريب أنه لم يحرك ساكنًا بعد فوز فريقه ولم يبارك الانتصار ولم يظهر في المشهد بتاتًا، وكان حضوره فقط لحظة الإساءة للهلال، والغريب أن له تغريدة أخرى مرت مرور الكرام تم الوصف فيها بمفردة سيئة وبلفظ لا يتناسب مع مكانته الشخصية، ومع كونه رئيسًا لنادٍ سعودي فكيف وهو من الأندية الكبيرة، والأغرب من ذلك أنه تم معاقبة المتحدث الرسمي للنادي بعد ظهوره في مقطع مرددًا لتلك العبارة “السخيفة”، وتغافلت لجنة الانضباط عن التغريدة في حين أن الساحة انشطرت في تحديد من المعني بها حتى إن “التصريفة” لم تأخذ بعدًا في الإقناع.
نعود للتغريدة الأخيرة التي مست “الفك المفترس” وما تحمل من دلالات، لعل أوضحها إثبات الثقافة الصفراء في أوضح قواعدها “من كمال محبة النصر كره الهلال”، وربما ولأن “الريّس الأصفر” أراد إثبات نصراويته بعد انتشار شائعات بعد تكليفه برئاسة النادي بأنه “صاحب ميول هلالية”، فخير وسيلة لنفيها سواء كانت صحيحة أو خاطئة هي النيل من الهلال، علمًا بأن التغريدة كانت مسيئة له قبل أن يمتد أذاها لغيره، وكان الأذى الأكبر الذي تمنيت أن يشاهده رئيس النصر في “التناحر” والخصومة بين الجماهير السعودية في مواقع التواصل والتنابز بالألقاب من خلال “هاشتاقات” وصلت للترند، وفي هذا منزلق خطير قد يستغل من ضعاف نفوس أو لحظة ضعف نفس.
الأمر الآخر الذي يجب أن يعيه سعود السويلم وغيره من رؤساء الأندية أنهم قادة لمدرجات فرقهم، وأن ما يفعلونه أو يقولونه سيرتد بصورة سلبية أو إيجابية، وأن هذا الحراك لن يرفع أسهمه عند العقلاء على أقل تقدير، وأن ما سيرفعها هو انتصارات الفريق في الملعب وصعوده للمنصات وغيرها لن يجدي.
الهاء الرابعة
جاءني بالماء أروي ظمأي
صاحب لي من صحابي الأوفياء
يا صديقي جنّب الماء فمي
عطش الأرواح لا يروى بماء