«الملاعب ملاعب»
عادة يجد الكاتب نفسه في أرض قفر مجدبة من الأفكار، فيبدأ عملية بحث مضن عن فكرة وكأنه ظمآن بحاجة إلى قطرة ماء، وقد يشارف على الهلاك إن لم يجدها وقد يلجأ ـ أعني الكاتب وليس الظمآن ـ إلى دفاتره القديمة كتاجر أشرف على الإفلاس.
وتارة يجد نفسه في رغد من الأفكار ويحتار أيها يختار كحالي الآن، فحتى هذه اللحظة لم أحسم أمري في الانطلاق بفكرة محددة، فتارة أجد تقنية الفيديو بارزة أمامي تطلب الاستعراض وتريدني أن أوضح لماذا تحارب؟ وأخرى أشاهد أوضاع فريق الاتحاد المتردية فموقعه في الدوري مزرٍ جدًّا ولا يليق به، وخسارته للسوبر كانت مؤلمة، ولكن خروجه من بطولة زايد للأندية العربية الأبطال أشبه بقشة قصمت ظهر البعير خصوصًا أنها جاءت في دور مبكر وأمام فريق ليس بمنافس للعميد لو كان في نصف عافيته وليس كاملها، ومن الاتحاد أعود إلى الاتحاد والصراع الأخير بعد لقاء عضو شرف الأهلي الداعم عبد الله الزهراني المثير في “الوردية” وتأييد رئيس النادي ماجد النفيعي له والسجال الكبير الذي حدث بعدها من الطرفين، لكن حدث بعدها أمر ألغى كل حساباتي في البحث عن فكرة الهاءات وكان في الخبر “التاريخي” الذي انفردت به “الرياضية”، ومن خلال رئيس التحرير الزميل بتال القوس بعد الاجتماع المهم الذي جمع بين الوزير تركي آل الشيخ وبين عدد من مديري البنوك السعودية بهدف تمويل إنشاء أربعة ملاعب للأندية الكبار جماهيريًّا وهي الهلال والاتحاد والنصر والأهلي، وهي خطوة تاريخية نحو الاحترافية الحقيقية والخصخصة الفعلية، بل وفيه ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد منها دخول “البنوك” في الاستثمار الرياضي، بعد أن ظلت لسنوات طويلة بعيدة عن الدخول في المعترك، منها أن الملاعب الأربعة التي ستكون على أرقى طراز وتم الاختيار المبدئي لملعب “مرسيدس بنز” في الولايات المتحدة الأمريكية ليكون بمثابة النموذج الذي سيعتمد عليه، ثم أن هذه الملاعب ستكون بوابة استثمار للأندية من خلال احتوائها على صالات إضافية لفعاليات ترويحية ومطاعم ومقاهي على أعلى طراز، والمفرح فيها أن الجماهير بمختلف ميولها باتت تشاهد ما كانت تظنه حلمًا حقيقة وفي فترة زمنية قصيرة.
الهاء الرابعة
عطرك جميل اللي علي أهديته
لكن ماهو بأحلى عطر ياعمي
أحلى عطر في دنيتي شميته
ريحة شماغ أبوي وجلال أمي