تكفى يا سالم
من النادر جدًّا أن تتفرغ الهاءات لإرسال رسائل خاصة إلى أفرادٍ سواء إلى مسؤولين رياضيين، أو لاعبين، أو غيرهم ليقيني بأن الحديث يجب أن يناقش الأفكار فمن خلالها تأتي الحلول وتسير عجلة التنمية والتطور.
لكن هذه المرة ستكون على غير المعتاد، وسيتم توجيه الهاءات إلى اللاعب الدولي وأحد أهم اللاعبين في الكرة السعودية حاليًّا سالم الدوسري ليقيني بأنه مجتهد، ونجح في السنتين الأخيرتين في تطوير موهبته، والعمل على نفسه كثيرًا لدرجة أنه "الوحيد"، على حد علمي، الذي طالب ناديه الإسباني بتجديد إعارته، أو انتقاله النهائي، لكنَّ هذه الرغبة قوبلت بالرفض القاطع من قِبل مدرب الهلال "خيسوس" الذي أصرَّ على بقائه، وأبلغ إدارة سامي الجابر حينها بأنه "المحترف التاسع"، وكان لحديث المدرب وقع إيجابي في نفس سالم وفي نفسيته.
وانطلق الموسم، وانطلق سالم عنصرًا مهمًّا وثابتًا في تشكيلة "خيسوس"، وفي منهجيته، لكنَّ هذه الانطلاقة عابها "ضعف اللمسة الأخيرة وما قبل الأخيرة"، ولست ممن يعد مشاركته غير مفيدة، أو أنه "كثير حركةٍ قليل بركةٍ" ففي ذلك نسف لمجهوداته الكبيرة طوال المباريات، وأدواره المزدوجة في المساندة الدفاعية، وعادةً الظهير الذي يلعب أمامه سالم يخف الضغط عليه هذا إضافة إلى أدواره الهجومية، وسرعة التحول من الدفاع إلى الهجوم، وخلخلة التكتلات الدفاعية بالمراوغات الناجحة، وهناك العديد من الأهداف الزرقاء بدأت خطورة هجمتها، أو خلخلة تكتل خصمها، أو انتقالها بسرعة متناهية من خلال سالم.
في مباراة السوبر السعودي المصري أمام الزمالك، هاج المدرج الفخم على سالم بعدما أهدر أهدافًا محققة وليست فرصًا متاحة، وظهر تأثير الضغط النفسي عليه، على الرغم من أنه يعيش في أوج مرحلة النضوج الفكري، فبعد انفراده بالحارس في الشوط الأول، سدَّد بقوة زاحفةً على الرغم من أن الحارس كان قريبًا منه، وكان الأجدر به إسقاط الكرة من فوقه، وهو المتأهب حركيًّا للسقوط على الآخر، وفي الشوط الثاني تكرَّرت "الانفرادية"، وبدلًا من التسديد الزاحف في الزاوية البعيدة المكشوفة، أو التمرير إلى الزميل غير المراقب المقابل للمرمى الخالي، حاول إسقاط الكرة على الرغم من أن الحارس كان واقفًا، ما سهَّل عليه مسكها.
لأنني أعرف حرص سالم على التطور وتصحيح الأخطاء، أرى أن عليه أن يكثف تمارين التعامل الصحيح مع الكرة عندما يواجه المرمى، ثم عليه أن يتخلص من الضغوط، ويزيد من نسبة تركيزه في المنافسات.
الهاء الرابعة
إني لتطربُني الخِلالُ كريمةً
طربَ الغريبِ بأوبةٍ وتلاقِ
ويَهُزُّني ذكْرُ المروءةِ والندى
بين الشمائلِ هزةَ المشتاقِ.