الأخضر
وكلاسيكو الأرض
للمرة الأولى منذ سنوات طويلة، ولا أذكر عددها، تخرج قائمة المنتخب الوطني دون اعتراضات كبيرة وممنهجة سوى من بعض المطالبات البسيطة بإضافة ناصر الشمراني، خاصةً بعد منافسته على لقب الهدَّاف، وهو المهاجم المحلي الوحيد، بينما المهاجمون المختارون "عبد الفتاح آدم، وهارون كمارا، ومهند عسيري لا يشاركون مع فرقهم أساسيين".
ولا أعلم السبب الحقيقي وراء هذا الصمت، أو الاقتناع، خاصةً أننا تعوَّدنا على حالة من الاعتراضات الشديدة، تصل في بعض المراحل إلى نزع شعار الوطن "الأخضر"، ووضع ألوان أخرى على المنتخب الوطني، بل وتجاوزت ذلك بكثير حتى أصبحت "الوطنية" أشبه بالرداء الفضفاض، ننزعه عمَّن نشاء ونلبسه مَن نشاء، وبين النزع والإبقاء "ميول أعمى".
هذه المرة اختلفت الأمور تمامًا على الرغم من أن الاستحقاق "دولي ودي"، والمسابقات المحلية متوقفة، وهناك فوائد جمَّة للاعبين المختارين بالاحتكاك مع نجوم "السامبا" العالميين، وهو احتكاك مثمر ومفيد ولا أظن أن دافع الصمت الاقتناع فمبررات الاعتراضات السابقة موجودة ولم يتغيَّر في نهج الاختيارات الفنية شيءٌ، والفرق التي تدعم المنتخب بأكبر عدد من اللاعبين ما زالت هي نفسها، والفرق التي تعترض ويعترض مَن يميل إليها جمهورًا وإعلامًا لم تحظَ بعد. لاعبون مختارون على الرغم من الإضافات الكبيرة في نوعية اللاعبين، خاصةً المحليين، وعلى الرغم من أن فريقهم، أو فرقهم في مقدمة المتنافسين.
سابقًا لو كانت الاعتراضات تعنى بطرح رأي، يرى أن اللاعب الفلاني يستحق الانضمام، والآخر لا يستحق سواء كان المستحق من المفضل، وغير المستحق من المفضل عليه، لقبلت حتى إن كانت على مضض، لكنها كانت تأخذ أبعادًا تشكيكية باتهامات مباشرة وصريحة بالنفوذ والسيطرة، ولو أنها خرجت في هذه المرحلة الانتقالية لكان العقاب الرادع بالمرصاد.
لكن أخشى ما أخشاه أن تكون حالة الرضا الحالية هدفها "الميول" على اعتبار أن انضمام لاعبين كثر من بعض الأندية سيشكِّل عائقًا كبيرًا، وسيؤثر سلبًا على الفرق في الدوري أثناء بطولة كأس الأمم الآسيوية بعد قرار اتحاد القدم السابق استئناف الدوري خلالها.
الهاء الرابعة
الناس تاهت في وسيعات الدروب
ومن لا تعدل في خطاويه يغدي
أكثر من يسولف عن الصدق الكذوب
وأكثر من يسولف عن الطيب الردي.