2018-11-27 | 21:24 مقالات

صراخ النصر.. وهبوط الاتحاد

مشاركة الخبر      

لست ميالاً للذهاب مع القائلين بحتمية هبوط الفريق الأول لكرة القدم بنادي الاتحاد إلى مصاف أندية الدرجة الأولى، وأظن أن مثل هذا الحديث فيه مبالغة واستعجال، على الرغم من أن الفريق لا يملك في مخزونه النقطي سوى نقطتين من مجموع ثلاثين نقطة، وهو أمر سيئ ومخيف بالتأكيد.
ولكنه ليس دليلاً قاطعًا على هبوط أكيد للفريق الاتحادي، الذي وإن حدث بالفعل فسيكون كارثة تحل على الكرة السعودية.
والحل في الاتحاد ليس مستعصيًا كما يتصور بعضهم، شريطة أن يتعامل الاتحاديون مع مشاكلهم بواقعية، ويعرفون مصدر الخلل المتمركز في الناحية الفنية، دون الدخول في متاهات أخرى، لن يجني منها الاتحاديون سوى الندم ولا غيره.
ولم تكن الاستقالة المبكرة لرئيس النادي نواف المقيرن وإبعاد المدرب دياز وتغيير الإدارة المتكرر سوى ثمرة من ثمار التخبط والعشوائية، اللذين كانا عنوانًا ثابتًا للإدارة السابقة، بحسب نتائج فريق كرة القدم دون غيرها من الأشياء المهمة، ومنها ملفات الديون وإعادة هيكلة النادي من جديد، التي نجح فيها نواف المقيرن بشهادة الجميع.
وما من سبيل لكي يتجاوز الاتحاد أزمته الحالية إلا بالعمل الجدي وبمنأى عن الضجيج ودعم الفريق في الفترة الشتوية، وهو ما سيكون بمثابة النور في نهاية النفق بالنسبة للاتحاد، بشرط سلامة الاختيارات الاتحادية المقبلة، ولا تكون على طريقة المقالب السابقة على مستوى اللاعبين الأجنبي والمحلي الذي لم يجنِ منهما الفريق إلا "الدمار الشامل".
وبلا شك فإن الأوضاع الاتحادية المأساوية لم تكن وحدها السلبية الكبرى في الدوري السعودي على الرغم من عظمها، حيث طغت المطالبات النصراوية والصوت العالي وشكواهم المستمرة على الكثير من الجماليات، وهذه عادة نصراوية أصيلة، وتكاد تكون إرثاً حصريًّا على إدارات النصر وجماهيره.
ومن غير المعقول أن يكون هم اللجان في اتحاد القدم مجرد الاستماع للصراخ النصراوي في كل جولة، هذه الشكوى وادعاء المظلومية التي أصبحنا موعودين على سماعها "صبح وليل" لا بد أن تنتهي ويتم وضع حدٍّ لها.
ولم يسلم أحد له علاقة بكرة القدم من الصراخ والتذمر النصراوي من الناقل الرسمي وأرضية الملاعب وتقنية var وجدول الدوري، والآن الهجوم المستمر على لجنة المسابقات وبيانهم الأخير تجاه لجنة المسابقات يكشف حقيقتهم، وهم لم يتحدثوا عما يريدون، حيث نفذت لهم مطالباتهم تقديمًا وتأخيرًا ولم يطلبوا التأجيل، وإنما تدخلوا فيما لا يعنيهم وكأنهم يريدون أن يصادروا رغبة الهلاليين ومطلبهم في التأجيل!! لهذه الدرجة وصلت الأمور في النصر.. يا ساتر!!