لا لتشفير
الكتب!
ـ أكرهُ الكتب المغلّفة ببلاستيك يمنع من تصفّح الكتاب!.
ـ ملامسة الكتاب، وتقليب صفحاته، ذلك التقليب السريع الذي يتحوّل فيه الكتاب، للحظة، إلى طائر يرفرف بجناحين: جناح أوراق الكتاب في اليد، وجناحٍ آخر، خفيّ، في القلب!. حق للقارئ، حتى إن لم يُوجبه قانون رسمي!. حرمان القارئ من متعة اللقاء الأوّل هذه جريمة، حتى لو لم يُعاقِب عليها القانون!.
ـ لو أُرجِع الأمر لي لاعتبرت ذلك اعتداءً على حقوق القارئ، وتطاولًا على حرّيّته!. لكن وبما أنه ليس لي من الأمر شيء، أكتفي بالوصف: ذلك شنيع ومقزِّز!.
ـ من حقّ القارئ ملامسة الأوراق، شَمُّ رائحتها، تقليب الكتاب، مراجعة الفهرس، بل قراءة ما يزيد على عشر صفحات جالسًا!. أرى بضميري أنه من حق القارئ، طالما كان واقفًا، قراءة ما يشاء وما يرى أنه يكفيه من صفحات الكتاب، حتى لو قرأه كلّه!. ربما لذلك أتفهّم وأعذر كل من يرفض منح أمثالي صلاحيات بهذا الخصوص!.
ـ في الأسواق، يتراكضون نحونا، أولئك الذين يبيعون العطور، يطلبون فقط السماح لهم برشّ حفنة من الطيب، نجرّبها وتجرّبنا!، لنقرر فيما بعد ما إذا كنا سنتوقف للشراء أو نمضي في طريقنا مبتسمين لشعورنا بخديعة طفولية عطّرت الثياب!.
ـ أغلفة الكُتب قواريرها!. والكتاب لا يجب أن يكون ميدانًا لخداع تسويقي، متبجّح الرغبة في الربح المادي!. وليته يعامل معاملة العطر!.
ـ يمكنني تخيّل جمال المشهد: ينتقي قارئ كتابًا من الرّف، لا يجده مغلقًا ببلاستيك يُشين إلى القراءة ويهين روحها. وبينما هو يقلّب أوراقه، يتفضّل عليه بائع الكتب بعرضٍ كريم، أنْ يقرأ عليه صفحات منتقاة من الكتاب نفسه!.
ـ ظللتُ على الدوام أحلم بأن أكون صاحب مكتبة في السوق، أبيع وأحكي للناس عن الكتب، وكان من ضمن مقترحات الخيال، أن أملأ رفّين من الكتب، وأخصّهما بملاحظة مكتوبة بخط واضح: يُسمح لمن لا يجد ثمنًا لأي هنا، أخذ الكتاب دون أن يُخبر أحدًا، والمكتبة تعتبر ذلك حقًّا، لا سرقة ولا هديّة!.
ـ كنّا في أوّل العُمر، نحوم حوله، وكان أستاذنا سليمان الفليّح يقول لنا: ثلاث سرقات مُباحة يا “أوباش”: الكتاب، والشريط، وسرقة النظر من بعيد إلى امرأة جميلة!.