جوزيه مورينيو يغادر أولد ترافورد من الباب الخلفي مع ذكريات سوداء الإقالة الرابعة
أخذت مسيرة جوزيه مورينيو منعطفًا مخيبًا جديدًا، فرحلته مع مانشستر يونايتد انتهت على مشهد الإقالة قبل انتصاف موسمه الثالث في أولد ترافورد، وقد طبعت تجربة الشياطين الحمر العديد من النقاط السوداء في مسيرة المدرب البرتغالي، فكانت التجربة الأسوأ له في جوانب كثيرة. وواجه مورينيو قرار الإقالة للمرة الرابعة في مسيرته، بدءًا من فترته الأولى مع البلوز عام 2007، قبل أن يتكرر هذا السيناريو خلال تجاربه الـ 3 الأخيرة مع ريال مدريد وتشيلسي ومانشستر يونايتد، لتتأكد عقدة الموسم الثالث الذي اعتاد على إنهاء أحلام مدرب سيبحث عن استعادة بريقه المفقود في مكان آخر.
===================================================================
التجربة الأسوأ
سجل جوزيه مورينيو الأرقام الأسوأ في مسيرته خلال تجربته مع مانشستر يونايتد، حيث مُني مع الشياطين الحمر بـ 28 هزيمة ليسجل العدد الأكبر من الهزائم مقارنة بجميع تجاربه الأخرى، كما وصلت نسبة انتصاراته في 144 مباراة مع اليونايتد إلى 58.3 في المئة، وهي النسبة الأقل منذ أن بدأ مسيرته الحقيقية مع بورتو عام 2002. وعلى الرغم من فوزه بألقاب كأس الرابطة ودرع الاتحاد الإنجليزي والدوري الأوروبي، عرف مانشستر يونايتد فشلاً كبيرًا على صعيد الدوري مع مورينيو، حيث احتل المركز السادس في موسمه الأول، والمركز الثاني في الموسم الماضي على بُعد 19 نقطة من صدارة مانشستر سيتي، قبل أن يتعرض للإقالة وهو في المركز السادس في الموسم الجاري، وعلى بُعد 19 نقطة من ليفربول المتصدر، كما أنه اكتفى ببلوغ الدور ثمن النهائي في دوري الأبطال في الموسم الماضي قبل أن يتكفّل نادي إشبيلية بإقصائه بعد فوزه 2-1 في أولد ترافورد في مباراة الإياب.
الملايين الضائعة
أنفقت إدارة مانشستر يونايتد قرابة 466 مليون يورو في فترات الانتقالات منذ عام 2016، في محاولة لتدعيم صفوف الفريق تحت قيادة مورينيو، واستعادة الأمجاد الضائعة منذ اعتزال المدرب أليكس فيرجسون عام 2013 على صعيدي الدوري الإنجليزي ودوري الأبطال. ولم تنجح أغلب هذه الصفقات في تقديم إضافة مميزة إلى صفوف الشياطين الحمر، حيث أنفقت الإدارة 105 ملايين يورو للحصول على خدمات بول بوجبا عام 2016، لكنه ارتبط بعلاقة سيئة للغاية مع مورينيو مع تراجعٍ كبير في مستواه في الموسم الجاري، كما أنفقت 85 مليونًا للتعاقد مع روميلو لوكاكو عام 2017، لكن المهاجم البلجيكي لم يظهر بالمستوى الذي كان عليه مع إيفرتون في تجربته السابقة. وقدّم الخط الخلفي لمانشستر يونايتد أرقامًا مخيبة للغاية في الموسم الجاري، على الرغم من تعاقده مع الثنائي فيكتور لينديلوف وإيريك بايلي في الموسمين الأخيرين، في الوقت الذي خسر فيه الجناح أليكسيس سانشيز كل بريقه منذ انتقاله إلى أولد ترافورد في يناير الماضي.
الإقالة الرابعة
وضع جوزيه مورينيو اسمه في قائمة أبرز المدربين في العصر الحديث لكرة القدم، نظرًا لكثرة الإنجازات التي طبعها في صفحات مسيرته، حيث خالف التوقعات ليقود بورتو نحو لقب دوري الأبطال عام 2004، كما تُوّج بثلاثية تاريخية مع إنتر ميلان عام 2010، إضافة إلى لقب الدوري الإنجليزي 3 مرات مع تشيلسي، والرقم الإجمالي من الألقاب يصل إلى 25 لقبًا. وأخذت مسيرة مورينيو منعطفًا مغايرًا في الأعوام الأخيرة، حيث انتهت تجاربه الـ 3 الأخيرة على مشهد إقالته. وجاءت الإقالة الأولى للمدرب البرتغالي عام 2007 خلال فترته الأولى مع تشيلسي، قبل أن تنتهي علاقته مع ريال مدريد بالتراضي عام 2013. وأقيل مورينيو من منصبه في تشيلسي للمرة الثانية عام 2015، قبل أن يرتفع عدد الإقالات التي تعرّض لها إلى 4 عبر انتهاء علاقته مع مانشستر يونايتد الثلاثاء الماضي.
عقدة الثالث
لم تدم رحلة جوزيه مورينيو مع أي من الأندية التي دربها أكثر من 3 مواسم، حيث جاءت إقالته من منصبه مع الشياطين الحمر لتؤكّد أن الموسم الثالث هو الأسوأ له في جميع محطاته منذ بداية مسيرته التدريبية. وانتهت رحلة مورينيو مع ريال مدريد بعد نهاية موسمه الثالث هناك، وذلك عقب الخسارة أمام دورتموند في نصف نهائي دوري الأبطال، وأمام أتلتيكو مدريد في نهائي كأس الملك. وتعرّض مورينيو للسيناريو نفسه في فترته الثانية مع تشيلسي، حيث تمت إقالته قبل انتصاف موسمه الثالث بعدما مُني بـ 9 هزائم في 16 مباراة في الدوري الإنجليزي. وسجّل مانشستر يونايتد أسوأ بداية له في تاريخ مشاركاته في الـ "بريمير ليج" هذا الموسم مع مورينيو، حيث حقق الفريق 7 انتصارات فقط في 17 مباراة، ليأتي قرار إقصاء المدرب البرتغالي قبل نهاية النصف الأول من موسمه الثالث في أولد ترافورد.
الخطوة التالية
من المتوقع أن ينتظر جوزيه مورينيو حتى الصيف المقبل لبدء تجربة جديدة، إلا إن طرأت تعديلات مفاجئة على الأجهزة الفنية لإحدى الأندية الكبرى خلال الموسم. وتبدو فكرة بقاء مورينيو في إنجلترا مستبعدة كليًّا، حيث كان مانشستر يونايتد مكانًا مناسبًا له بعد فترتيه مع تشيلسي، مع عدم وجود مكان شاغر مع أندية الصف الأول في إنجلترا حاليًا. وسلّطت الصحف الأوروبية الضوء خلال الأيام الماضية على احتمال عودة المدرب البرتغالي إلى ريال مدريد بعد تجربته الأولى مع النادي الملكي بين عامي 2010 و2013، واحتمال آخر بعودته إلى إنترميلان الذي بدأ مشروعًا مستقبليًّا جديدًا بعد تعيين جيوسيبي ماروتا في منصب المدير التنفيذي أخيرًا. ومن بين الأندية الأخرى التي قد تتحول إلى البيت الجديد لمورينيو باريس سان جيرمان في فرنسا، وبايرن ميونيخ في ألمانيا.
===================================================================
إنفاقات مانشستر يونايتد في أسواق الانتقالات خلال حقبة جوزيه مورينيو
موسم 2016-2017 185 مليون يورو
موسم 2017-2018 198.4 مليون يورو
موسم 2018-2019 82.7 مليون يورو
الإجمالي 466.1 مليون يورو
===================================================================
إحصاءات جوزيه مورينيو مع مانشستر يونايتد
المباريات: 144
فاز: 84
تعادل: 32
خسر: 28
نسبة الانتصارات: 58.3%
الألقاب: 3
===================================================================
أكبر الهزائم التي تعرض لها مانشستر يونايتد في حقبة مورينيو
النتيجة الخصم
0-4 تشيلسي
0-3 توتنهام
1-3 واتفورد
1-3 وست هام يونايتد
1-3 مانشستر سيتي
1-3 ليفربول