«المبادئ المطاطة»
من حق كل منتسب لأي ناد، الدفاع عن حقوق ناديه والمطالبة بها، لكن ليس من حقه التناقض في مثل هذه المطالبات، أو تقديم مصالح أندية أخرى على مصالح ناديه، أو أن يكون حراكه مبنيًّا على ميوله.
ما حدث من رئيس التعاون بعد مباراة فريقه الهلال لا يمت بالصلة لمصلحة فريقه، ولا بمبادئ التنافس الرياضي، بعد أن شنّ هجومًا عنيفًا على الحكام، متهمًا إياهم بالتأثير على نتيجة المباراة التي انتهت بالتعادل، مستندًا فقط على احتساب الوقت بدل الضائع بسبع دقائق، رغم أن خبراء التحكيم أكدوا صحة هذا الاحتساب، بل اعتبروا أن الهلال هو المتضرر من قرارات الحكم الذي تجاهل طرد “أميسي” وتغاضى عن ضربة جزاء صحيحة له.
تصريح القاسم أثار تساؤلات كبيرة وكثيرة؛ فهناك من فسر ذلك بمحاولة ذر الرماد في العيون واستغلال عاطفة الساحة لإخفاء فائدة فريقه من قرارات الحكم، ومن قرارات اتحاد القدم بعد حرمان الهلال من ثمانية لاعبين أساسيين كانوا سيشكلون فارقًا كبيرًا.
وهناك من اعتبر تصريحه خدمة لميوله الأصفر، خصوصًا أنه صمت بعد مباراة فريقه أمام النصر رغم الكوارث التحكيمية؛ فهدف اللقاء الوحيد جاء من هجمة بدأت بخطأ ارتكبه موسى على لاعب تعاوني منفرد، وبدلاً من طرد اللاعب النصراوي واحتساب خطأ خطير جاء الهدف النصراوي، ثم إن للتعاون ركلة جزاء لصالح “تاومبا” بعد إعاقته داخل الصندوق من قبل الجبرين، إضافة إلى أن “راموس” يستحق طردًا مباشرًا، وفي الحالتين الأخيرتين لم يتحرك الحكم ولم تتحرك تقنية الفيديو ولم تتحرك لجنة الانضباط.
وهنا يأتي السؤال الكبير: لماذا صرح القاسم بعد لقاء الهلال رغم استفادة فريقه من القرارات داخل الملعب وخارجه، ولماذا أثار الرأي العام حتى عوقب بالغرامة من لجنة الانضباط؟
ولماذا صمت صمتًا عجيبًا ومريبًا بعد مباراة النصر رغم تضرر فريقه وتعرضه لخسارة غير مستحقة؟
وهل نقاط مباراته مع المتصدر تختلف عن نقاط مباراته مع الوصيف، رغم أنه نال واحدة هنا ولم يحصل في الثانية إلا على “صفر مكعب”، وهو القيمة التي تحصل عليها بعد تصريحه من عقلاء الساحة، خصوصًا أن العقل ينبذ المبادئ المطاطة ويكره التناقض، أو أن صاحبه يصبح أداة سهلة في متناول أيدي الآخرين يحركونها كيفما يشاؤون.
الهاء الرابعة
لا تاكلك كثر الحسايف على شي
الرزق بيد الله مثل منت شايف
دامك بخير وتاكل وتشرب وحي
ما فيه شي يستحق الحسايف