ناظر
رجل المرحلة
في منتصف الدور الأول من الدوري السعودي وحين كان يتذيل الاتحاد سلم الترتيب، لم يخطر في بال أكبر المتشائمين أن يصبح عميد الأندية السعودية، وآخر من اعتلى منها المجد الآسيوي مهددًا بالهبوط حتى اقترب الدور الأول من نهايته ولم يتحرك الاتحاد من مؤخرة الترتيب.
حينها بدأ الهمس يتعالى حتى أصبح الحديث عن هبوط الاتحاد مسموعًا، ولاسيما بين جماهيره العاشقة والمختلفة عن البقية. وكان الجميع يعلم أن الفريق لا بد أن يجري تغييرات كبيرة على صعيد المحترفين الأجانب، وأن يدعم صفوفه بلاعبين محليين مميزين.
وقتها قلت إن الفريق ليس بحاجة لتدعيمه بمحترفين عالميين ولا محليين دوليين، بقدر ما يحتاج الفريق للاعبين مقاتلين؛ فمرحلة الإنقاذ هذه تتطلب تلك النوعية ولا تتطلب أسماء مميزة، لكنها لا تعي حجم الخطر ولا تخوض معركة البقاء للاتحاد أولاً ومن ثم خوض معركة أخرى أصعب لإعادة هيبة الفريق التي فقدها هذا الموسم، حتى أصبح محطة لتزويد الفرق بالنقاط.
ما أعجبني حقيقة في صفقات الاتحاد الأخيرة ليست الأسماء المميزة ولا التغييرات الكبيرة التي أجراها الفريق حتى الآن على مستوى الأجانب، ولكن ما ميز هذه الصفقات بالنسبة لي ما قاله لؤي ناظر رئيس الاتحاد حين ذكر أن كل الأسماء التي تعاقد معها الفريق لم يتم التوقيع معها، حتى تواصل معهم المدرب وشرح لهم الحال والمعركة التي سيقودها معهم لإبقاء العميد.
هذا الحديث أكد لي وعي إدارة ناظر وبعد نظرها وتلمسها لاحتياج الفريق ونوعية اللاعبين الذين تتطلبهم المرحلة.
يقول بعضهم: لماذا يدعم العميد كل هذا الدعم وما المانع من هبوطه، فهذا الأمر يحدث في كل دوريات العالم، قد يهبط صاحب التاريخ الطويل ويعود مرة أخرى، ويقول آخرون إن في هبوط العميد ضررًا على كرة القدم السعودية ومنافساتها، وإن التأثير سيطال الآخرين ولاسيما منافسه التقليدي الأهلي، وإن كنت مع القول الأول، إلا أن هبوط هذا الفريق الشامخ بتاريخه الكبير وجماهيريته الطاغية والعاشقة سيحزن الجميع باختلاف ميولهم.
أخيرًا أعترف أنني سبق وذكرت أن لؤي ناظر ليس رجل هذه المرحلة، وأن المرحلة بحاجة لخبير متمرس مثل أحمد مسعود رحمة الله عليه، الذي استطاع في شهور قليلة أن يعيد الفريق من دوامته، وهنا وبعد أن شاهدت تعاقداته وطريقة اختياره للاعبين وبحثه عن مقاتلين؛ فأنا أقر بأن هذا الشاب بعقليته ووعيه هو رجل المرحلة وخير من يقود معركة الإنقاذ وإعادة العميد لمكانه الذي يستحقه في المقدمة.