نعم.. لا وألف لا للحكم السعودي
على الرغم من فرحتي الكبيرة وتأييدي للقرار الصادر من الاتحاد السعودي لكرة القدم بالموسم الماضي، بتجميد مشاركة الحكم السعودي في إدارة مباريات الدوري والكأس، ومن ثم اعتماد قرار الاستعانة بخبرات أجنبية من الحكام.
إلا أنني بعدما شاهدت في هذا الموسم أخطاء جسيمة للحكم الأجنبي “تعاطفت” مع أبناء الوطن، “متناسياً” كل “المهازل” التي عانت بسببهم بعض الأندية، مطالباً صناع القرار بعودة الحكم السعودي مهما كانت عيوبه.
ـ هذا التعاطف المبني على حس وطني وظنون ذهبت بي إلى أن فترة تجميدهم ستكون بمثابة عقوبة كافية لتأديبهم ليعودوا بشكل أفضل، مهتمين بتطوير مستواهم التحكيمي ومعالجة جوانب “نفسية” لها علاقة بميولاتهم الكروية وضغوط تؤثر على أدائهم وقرارات خاطئة كانت السبب في فقدان الثقة فيهم.
ـ ظنوني بكل ما فيها من حس وطني وحسن ظن تجاه الحكم السعودي اكتشفت عقب مشاهدتي لمباراة الوشم والاتحاد بدور الـ 16 لبطولة كأس الملك، أنها كانت في “غير محلها”؛ فما حدث من حكم اللقاء ثم الحكم الخامس أعطاني انطباعاً أن “شفقتي” على الحكم السعودي لا يستحقها”، وأن الجمهور الذي يتكبد مشقة الحضور للملعب وعناء ألم صافرة ظالمة هو الذي يستحق مني الشفقة والتعاطف معه.
ـ من الممكن أن أتغاضى عن قرارات تقديرية قابلة لأخطاء غير مقصودة، لكن ما شاهدته في مباراة الأربعاء من ظلم وتجنٍّ تجاه لاعب اتحادي أجنبي لم يرتكب سوء السلوك المشين الذي يستدعي إشهار بطاقتين صفراء وحمراء، ثم طرده بسبب الحكم الخامس “المتشنج” الذي فضحته أعصابه المتوترة وعينان ظهرت خفاياها عند ركلة جزاء لمصلحة الاتحاد تجاهل صحتها.
ـ بعدما شاهدت نظرات ومعاملة الحكم الخامس وسرعة حكم الساحة في اتخاذ القرار الظالم، تيقن لي أن مشكلة الحكم السعودي “بعضهم” هي مشكلة “ضمير” ميت.
ـ تذكرت الراحل عبد الرحمن بن سعود حينما طالب بأن يؤدي الحكم السعودي “القسم” قبل اعتماده حكمًا من قبل اتحاد الكرة، وأنا هنا بدوري أضيف مقترحًا بإجراء فحص متكامل على الحكم عند أخصائي نفسي؛ فإن أخفق فيه فلا يسمح له بقيادة أي مباراة ويشطب اسمه من التحكيم.
ـ حكم مباراة الوشم والاتحاد ومعه الحكم الخامس حرصت على عدم ذكر اسميهما من منظور له علاقة بجانب “نفسي” يطارد بعض الحكام سعياً وراء “الشهرة”؛ فيرتكبون أخطاء فادحة لكي تذكر وتتكرر أسماؤهم في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، متمنياً من زملائي التعامل مع محبي الشهرة بنفس أسلوب “التهميش”؛ ففي ذلك علاج “مضمون” لمعاناتهم النفسية.