«أكشن»
هتان
بكتب اللغة “هتان” من الأسماء المميزة الفريدة والصعبة، والهتان المطر الخفيف أو السحابة الممطرة، وفي علم النفس الفرح الشديد الذي يمتاز صاحبه بالكرم وطيبة القلب والنشاط وسرعة البديهة، وأضيف القدرة على صناعة “الأكشن” بالملاعب بعد تألقه مع الأخضر في كأس آسيا وقدرته المزدوجة على صناعة الأهداف وتسجيلها، بهدف ضد كوريا الشمالية وصناعة آخر لحسين المقهوي أمام لبنان.
العرض الأزرق الأقل صحيح لكن تدخل نضج اللاعب/ ذكائه ونصائح من حوله جعلته يختار الهلال. هتان لاعب صغير نضجه من واقع اللعب بعدة محطات صقله من الداخل وأعطاه قدرة على اختيار المحطة التي تضيف له والموقع الذي يجعله على تماس دائم مع البطولات، لكنها المحطة الأصعب/ الأخطر أيضاً، فاللعب للهلال واحتلال موقع ثابت في تشكيلته والحضور فيها من الأمور الصعبة التي يجب أن يعيها هتان ويعمل لأجلها إذا أراد الاستمرار مع الأزرق، بيئته الداخلية ونسيج لاعبيه واللعب له تفرق عن البقية! فإذا لم تستمر هتاناً سخياً لا يكف عن الهطول فلن تجد موقعاً في التشكيلة الأساسية! ميزة هتان أن حالته المطرية تهوى العزف بحرية بالثلث الهجومي في الملعب باللعب تارة جناحاً وأخرى رأس حربة ومرات صانع لعب، مع ميزة اللعب السريع وسرعة البديهة واللعب بقدمين والانضباط وأداء واجباته التكتيكية على أكمل وجه. هتان يجب أن يتعلم من تجاربه الماضية حلوها/ مرها، فعدم إعطائه فرصة في الاتحاد قاده إلى الهجرة للخليج وفتح آفاق جديدة مع المنتخب و”الشباب” الذي مرت عليه معه فترة سكون/ بيات أشبه بالطلاق العاطفي بتوقيت انخفض عطاؤه قبل أن يعيد اكتشاف نفسه في الآسيوية مع الأخضر. من حق هتان المزايدة بحقوقه المالية ومن حق الشباب الاستفادة من عقده واختيار الطريق الأهون وإنعاش خزينته. أربعة على الطريق: الشباب والهلال وأصفران والنهاية زرقاء والاستحقاقات كثيرة والمهمة تتطلب هتاناً لا يكف عن السقوط، الهلال أمامه الدوري والكأس والآسيوية وهذه بالذات تحتاج إلى لاعب “قد نفسه” ليكمل نجوميته بنجاح وثقة بالنفس وديناميكية، اللاعب الجيد لا يفرض اسمه فرضاً على المدرب إلا بالعطاء والتأثير الإيجابي، والمنافسة على أشدها بين النجوم الزرقاء بين أجنبي “نخبة” أجانب الدوري وبين قائمة نجوم محلية فهل يصمد هتان بين هؤلاء ويثبت نفسه أساسياً أم يكون مجرد رقم؟! فالكثير ينتظر أفلام “أكشن” هتان على الملعب لا في خارجه.