الحل
ليس في الحل
ساحتنا الرياضية تتغنى بشعارات كثيرة منها على سبيل المثال “الاستقرار الفني من أهم أسباب تحقيق البطولات”، وما زلت أتذكر معلقات المديح لإدارة الفتح بعد استقرارها على المدرب فتحي الجبال لستة مواسم حصدت له لقب الدوري والسوبر لأول مرة في تاريخه.
لكن هذه الساحة بقضها وقضيضها تنكس رأسًا على عقب وتتحول القناعات إلى النقيض عندما يتعلق الأمر بالأندية المفضلة، إذ يصبح الصبر على المدربين ومنحهم الفرصة “لموسم واحد فقط” من سابع المستحيلات.
ومن وجهة نظري الراسخة بأن أحد أهم أسباب عدم تطور كرة القدم المحلية يكمن في ثقافة الهروب من تحمل المسؤولية “إدارات ولاعبين” ووضعها على المدربين فقط ليحاسبوا عليه بالإقالات.
وما زلت مقتنعًا بأن إقالة المدربين مشكلة وليست حلاً، ويكون مبدأها من لحظة الاختيار للتعاقد معه ولماذا هو دون غيره؟ وهل من قام باختياره مؤهلاً أصلاً للحكم عليه؟ وعلى أي أساس تم التعاقد معه؟ وما المشروع الذي يسعى النادي إليه في الموسم؟ وبناءً عليه يأتي الاختيار أولاً ثم التقييم ثانيًا، وهل المدرب أساسًا يلائم المرحلة وقدرات اللاعبين في الفريق نفسه؟ وهل يعطى المدرب ميزانية التعاقدات وتترك له حرية الاختيار بالأسماء وليس بالمراكز؟ وهل تتم مراقبة عمل المدرب بشكل يومي وكيفية تعامله مع المجموعة؟ بل هل أخذت صورة كاملة عنه قبل التعاقد معه حتى في معرفة هدوئه من انفعالاته؟ وهل هناك طريقة للحكم على المدرب بين النجاح والفشل غير نتائج المباريات وليس تقديم المستويات؟ “هناك مدربون أقيلوا وفرقهم تقدم مستويات رائعة لكنها تخسر وغالبًا بأخطاء فردية من لاعبيها”.
نحن الآن في أواخر الثلث الثاني من الموسم وتبقى أكثر من ثلث، وقد تمت إقالة ثلاثة عشر مدربًا من أحد عشر فريقًا، لدرجة أن المتصدر ووصيفه أقالا مدربيهما، والأخير وما قبله فعلا ذلك أيضًا، وغالبية فرق الوسط فعلت ذلك وبقيت خمسة فرق فقط ما زال مدربوها ينتظرون الإقالة، فالثقة باتت معدومة لدي في ساحتنا بخصوص استيعاب دور المدربين والقدرة على منحهم الفرصة الموسمية، فمن يطالب بالإقالات عادة إعلام وجمهور غير متخصص في الأمور الفنية، ومن ينفذها إدارات غير مختصة كذلك.
الهاء الرابعة
أُعللُ قَلبي في الغرامِ وأكتمُ
ولكنَ حالي عن هَوايَ يُترجمُ
وكنتُ خَلياً لستُ أَعرفُ ما الهوى
فأصبحتُ حَياً والفؤادُ متيمُ